مازالت علامات الاستفهام والتساؤلات المحيرة تلوح في الأفق في ظل عدم التفاعل والتحرك من قبل المسئولين في القنوات الرياضية السعودية مع مطالبات المتابعين الرياضيين بنفض غبار التجاهل الغريب للمسابقات الرياضية السعودية المتمثلة في الدوريات التي لها الحق في نقلها ممثلة في دوري الدرجة الأولى ودوري الأمير فيصل بن فهد علاوة على دوري الثانية ودوريات الفئات السنية للناشئين والشباب وكذلك الألعاب المختلفة.
فالمتابع الرياضي بات ينظر لقنوات الوطن وكأنها قنوات تكملة عدد ملأت الفضاء مكاناً فقط وليس لها حراك على مستوى التميز الذي نجده في القنوات الرياضية الأخرى التي تبادر وبكل احترافية للمنافسة على خطف أقوى الدوريات ونقل كافة المسابقات لدولها كما نشاهده في الدول القريبة كقطر والإمارات.
قبل ثلاثة أعوام تفاءلنا واستبشرنا خيراً بعد إقرار افتتاح باقة القنوات الرياضية البالغ عددها 6 قنوات بالرغم من أن الطرح الإعلامي والبرامج لم تكن بذلك التميز إلا أن وجودها كان لا بد منه خصوصاً في ظل حصول القنوات الرياضية على حقوق نقل الدوري الممتاز والزخم الإعلامي الكبير المصاحب له، ولكن للأسف لم نتوقع أن يصل الحال إلى أن تتقلص إلى قناتين فقط!!.. فقنواتنا الرياضية العزيزة تركت الجمل بما حمل وتنازلت عن كافة قناعاتها بضرورة مواكبة الأحداث الرياضية السعودية على وجه الخصوص بعدما خسرت سباق المنافسة للحصول على حقوق الدوري السعودي لتوجه بذلك رسالة للجميع بأنها غير قادرة على مواكبة أي حدث رياضي ما لم تنقل الدوري السعودي الممتاز، بالرغم من الدعم المالي الكبير الذي تجده هيئة الإذاعة والتلفزيون، حيث إن حكومتنا الرشيدة أولت قطاع الإذاعة والتلفزيون اهتماماً بالغاً من أجل الظهور بمظهر مناسب، وضخت ميزانية قاربت الملياري ريال من أجل إظهار الإعلام السعودي بشكل يتواكب مع الثورة الفضائية والالكترونية، ولكن للأسف نصدم بالتجاهل واللامبالاة من البعض مما تسبب في تسرب المذيعين والمقدمين للقنوات الأخرى، وتم إيقاف الكثير من البرامج، لتأتي المفاجأة مدوية بالحصول على حقوق رعاية دوريات أوربية هامشية وأقل من عادية إضافة إلى أنها غير متابعة كالدوري الإكوادوري والأوكراني والكولومبي!!.
والأدهى والأمر أنه تم تخصيص استوديوهات مباشرة لتحليل المباريات لبعض المباريات، والمعلومات تؤكد بأن ما صرفته هيئة الإذاعة والتلفزيون من أجل الحصول على حقوق هذه الدوريات بلغ 10 ملايين ريال سعودي وهو رقم ضخم مقارنة بمستوى هذه الدوريات التي لا تبلغ نسبة مشاهدتها سوى 10% وربما أقل، وكان من الأفضل والأجدى صرف هذه الملايين العشرة في تطوير البرامج الرياضية ونقل مباريات دوري الدرجة الأولى الذي يعتبر حالياً الدوري الأقوى الذي تمتلك حقوقه القنوات الرياضية وكذلك دوري الأمير فيصل وبقية المنافسات الرياضية، والأهم إعادة بعض البرامج التي افتقدها الجمهور وفي مقدمتها برنامج دوري الدرجة الأولى الذي كان متنفساً لأندية الدرجة الأولى بقيادة الزميل المتألق خضير البراق الذي حافظ على وهج البرنامج لسنوات طويلة قبل أن يتم تجاهله وإيقافه بلا مبرر.