بعد أن دخلت مواقع التواصل الاجتماعي حياة المجتمعات اليوم وصارت وجبة فكرية رئيسة، وتصدرت أحاديث المجالس والبيئات على اختلاف مستويات مرتاديها الفكرية والثقافية والاجتماعية، بل صارت وسائل الإعلام التقليدية سواء الرسمية أو التجارية تتناول ما يطرح في تلك المواقع وصار المنتمون لتلك المواقع الذين سعوا من خلالها لتمرير توجهاتهم وانتماءاتهم الفكرية ومدارسهم الثقافية، وتسابقوا لوضع الوسم، وهو ما يعرف عند أوساط رواد تويتر بالهاشتاق ويعول كثيراً في نجاح الهاشتاق وقوة تأثيره لعدد المتابعين لمطلق الوسم أياً كان توجهه، وليس ذلك على الأمر على إطلاقه فارتفاع مستوى للوعي والمعرفي في هذا العصر وتوسع المدارك لدى غالبية الفئات عوالم تحدد مدى المصداقية والتناول وقبول أو رفض فكرة الوسم، بل قد يولد إفراز لوسم آخر يفنده ويعريه ويفقد المصداقية والقبول، لا سيما عندما يكون الهاشتاق يتصادم مع الواقع أو يصادر جهود من يعمل وينتج ويحقق مستوى عالياً من الرضا، بل إن من يحاول التصادم مع الحقائق والمسلمات وتهميش أدوار المخلصين في أعمالهم وإنتاجاتهم سيفقد ثقة الكثيرين ويكون عرضة للمحاسبة والمقاضاة؛ فحرية الطرح والتعبير داخل موقع التواصل الاجتماعي لا تخول لصاحبها الإساءة وإثارة اللغط داخل المجتمع فاحترام الذائقة العامة حق مشروع فلا مجال لنشر ثقافة القطيع ومصادرة آراء المتابعين، ومن هنا تكون المطالبة بضرورة إيضاح ونشر أدبيات الطرح والتعبير داخل مواقع التواصل الاجتماعي.
عبر وسائل الإعلام بصوره المرئية والمسموعة والمقروءة، ويعول في ذلك كثيراً على وزارة الثقافة والإعلام مع العناية بنشر تلك الأدبيات داخل أروقة مؤسسات التعليم بشقيه العام والعالي، مع التمسك بالتوجيه الرباني الكريم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات.