قرية الدالوه أو قرية (الكوارج) كما كانت تسمى قبل الإسلام هي إحدى القرى الشرقية بمحافظة الأحساء وتقع مجاورة للمعلم السياحي الطّبيعي المشهور (جبل القارة) من الجهة الشماليَّة الغربية، تبعد عن مدينة الهفوف نحو 13 كيلومتراً ويسكن فيها قرابة 3 آلاف شخص، تتميز بالهدوء والسكينة، وصفاء الأجواء وبساطة أهلها وتآلفهم. كما تنعم هذه القرية بالكثير من الخدمات والمرافق الحيويَّة، حالها في ذلك حال باقي مدن وقرى وهجر الوطن، التي تنعم بالتنمية والنهضة الشاملة في شتَّى المجالات، في ظلِّ حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله جميعًا.
إلا أنها باتت مساء يوم الاثنين الماضي على فاجعة العمل الإرهابي الذي طالها، فتحوّلت سكينتها إلى رعب، وطمأنينتها إلى هلع وخوف، وتناثرت الدماء وأزهقت الأرواح البريئة بعد أن طالتها يد الإرهاب التي لا تفرّق بين صغير ولا كبير، ولا تستهدف مذهبًا أو دينًا بعينه، بل تستهدف وطنًا بأكمله لمحاولة زعزعة أمنه واستقراره وشق صفوفه، ولكن سيبقى أمن الوطن ولحمته أكبر مما يصنع ويظن أعداؤه ولله الحمد.
(الجزيرة) زارت القرية وقدمت واجب العزاء والتقت أهلها في حسينية المصطفى بالقرية. بداية قال جاسم المشرف - باحث وكاتب - إن هذه القرية دائمًا على تواصل بينها وبين القرى المجاورة والمحيطة بجبل القارة وهي أكثر القرى مصاهرة مع بقية قرى ومدن الأحساء وشباب هذه القرية يتميزون بدماثة الخلق والتعايش السلمي، ثمَّ أضاف أن ما حصل يُعدُّ عملاً إجراميًا من قبل شرذمة قليلة ممن لا يريدون للوطن وأهله خيرًا.
وروى لـ(الجزيرة) أحد الناجيين من حادثة الدالوة وهو الشيخ ياسين التريكي اللحظات الحرجة في الحادث، فقال: عند خروجي من الحسينية من مكان التجمع في تمام الساعة الحادية عشرة ليلاً في اليوم العاشر من شهر محرم ذاهبًا إلى منزلي، وعندما انتقلت إلى الجانب الثاني المقابل إلى مكان التجمع أو بالأحرى مسرح الجريمة الإرهابيَّة رأيت شخصين ملثمين، فاستنكرت المشهد ولكني مضيت في طريقي، وبعد ما جاوزتهما رأيت شخصًا آخر طويلاً وبشرته بيضاء فتسلَّل الخوف والريبة إلى قلبي بسبب بعض تصرفاته ووقوفه في مكان مخفٍ، فهممت بالفرار منه لكنه أطلق علي عدّة أعيرة نارية ولكن لطف الله سبحانه وتعالى نجاني منه، حيث كانت الرصاصة الأولى في العباءة والأخرى في الثوب والثالثة أصابت ساقي والحمد لله أنا في صحة جيدة وقد خرجت من المستشفى.
من جانبه، قال صادق الرمضان ناشط حقوقي: إن ما حصل من هذه الفئة الضالة يجعلنا نستشعر دورنا كمواطنين بضرورة الوقوف في وجه الإرهاب الذي لا يريد لهذه البلاد الطيبة وأهلها خيرًا، ويجب على المجتمع أن يكون له دور إيجابيّ وأن يتقبل بعضنا بعضًا ونبذ الكراهية من الجميع.
وأضاف: أقدر هذه الجهود الأمنيَّة لحكومتنا الرشيدة من خلال القبض على الجناة في وقت قياسي، فخلال أقل من 12 ساعة تَمَّ القبض على الجناة وهذا يعطي شعورًا بالأمان للمواطن وكبح الإجرام وتماسك الدولة،
كما حصلت «الجزيرة» على عدد وأسماء الوفيات والمصابين:
عدد المتوفين 7 أشخاص
عدد المصابين 12 مصابًا
وهم:
محمد المشرف 39 سنة
أحمد التريكي 24سنة
حسن العلي معاق (فكري) 20سنة
كميل الياسين 18سنة
زهير المطاوعة 22سنة
السيد محمد الهاشم 12 سنة
مهدي المشرف 7 سنوات
هادي المطاوعة
عبد الله اليوسف 14 سنة
أحمد اليوسف14 سنة
محمد البصراوي 16 سنة
عبد الإله المطاوعة 12سنة
عبد الله المطاوعة 12سنة
مهدي الجمعة 13 سنة
حسن المطاوعة 14
حسن إسماعيل المطاوعة 15 سنة