كان صعود وسترن سيدني واندرارز الأسترالي إلى قمة كرة القدم الآسيوية يعني أن الفريق سيعاني من الآن للحفاظ على مدربه توني بوبوفيتش الذي شكلت قيادته الملهمة قوة الدفع خلف النجاحات التي حققها الفريق الشاب. وعقب 900 يوم من تولي مدافع منتخب أستراليا السابق مهمة الفريق الذي لم يكن يملك أي طاقم تدريبي أو منشآت خاصة به استطاع بوبوفيتش ان يقود واندرارز للفوز بلقب دوري أبطال آسيا في الرياض مطلع الأسبوع الحالي. وكان التعادل السلبي أمام الهلال بطل آسيا 6 مرات امام اكثر من 65 الف متفرج في العاصمة السعودية يوم السبت الماضي كافيا لضمان الفريق الاسترالي حصد اللقب الغالي عقب فوزه ذهابا 1-صفر على أرضه في استاد باراماتا. ومثل هذا تجسيدا لمسيرة واندرارز على مدار أول مشاركة له في دوري أبطال آسيا خاصة بعد أن تحدى فرقا قوية خلال مباريات شابتها أجواء حماسية ومتجاوزا مجموعة من القوى الكبرى في القارة الآسيوية تملك ميزانيات تفوق بكثير ما يملكه النادي الاسترالي.
وفي طريقه نحو اللقب أطاح واندرارز بفرق اولسان بطل اسيا 2012 وسانفريشي بطل الدوري الياباني اضافة لقوانغتشو ايفرجراند الصيني المدافع عن اللقب الآسيوي وسول الذي خسر في نهائي العام الماضي. وقال بوبوفيتش للصحفيين في ذروة الاحتفال بالفوز الذي تحقق يوم السبت الماضي «لا نملك الموارد او التمويل على عكس بعض الفرق التي واجهنها.» واضاف «إلا اننا نملك شيئا لا يمكن شرائه بالمال وهي الرغبة في الفوز والمرونة اللازمة للعب معا ومساعدة بعضنا البعض وبذل كل ما يمكن لتحقيق الفوز.» وتابع «لا يمكن للأموال أن تشتري هذا. هذا ما يمتلكه تلك المجموعة من اللاعبين بوفرة.» وشكل هذا تعليقا نموذجيا من بوبوفيتش. ومثل اي من المدربين المبار يسارع المدرب الاسترالي لتحويل مسار أي مديح صوب لاعبيه عندما يحقق الفريق الفوز بينما يحاول بكل ما أوتي من قوة تلقي سهام النقد شخصيا عند الهزيمة. وباعتبارها من الادوات الجيدة لاي مدرب أدت هذه المزية لصرف نظر بوبوفيتش عن انجازه الشخصي في قيادة واندرارز نحو قمة المجد الآسيوي. وشكل الفوز بأكبر جائزة على صعيد أندية كرة القدم في آسيا في أول محاولة تحديا لكافة من يجادلون بأنهم الافضل وذلك دون حتى ذكر ان اغلب هذا الجهد تم أثناء فترة استعداد الفريق للموسم الجديد بعد ان افتقد لنحو ثلث تشكيلته في مايو الماضي. وستجعل القدرة على غرس هذا الاعتقاد والمرونة في فريق صاعد من بوبوفيتش وبكل تأكيد عنصر جذب للكثير من الأندية التي تملك المزيد من الاموال مقارنة بواندرارز الذي تم بيعه لمالكه الحالي مقابل 12 مليون دولار استرالي (10.46 مليون دولار) في وقت سابق هذا العام. ورفض المدرب البالغ من العمر 41 عاما عروضا بالفعل من أندية أخرى ويأتي ارتباطه بنادي وسترن سيدني نتيجة مولده ونشأته في أحياء غرب سيدني وبدايته لمسيرته بشكل قوي للغاية هناك. وقال مدرب سيدني واندرارز قبل مباراة الذهاب بنهائي دوري الابطال «تجاهد دوما من اجل تحقيق الأفضل. تتطلع دوما لتحسين مستواك وأريد أن أكون في أفضل حال. أنا في غاية الطموح».