سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم
السلام عليكم
حري بنا أن نتوقف سريعاً أمام خبر الجزيرة المنشور في عددها رقم 15373 بعنوان (معرض روائع الآثار واجهة مشرّفة للوطن) عن افتتاح معرض روائع آثار المملكة واجهة مشرّفة للوطن، في متحف الفن الآسيوي «طرق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية» في متحف الفن الآسيوي بولاية كاليفورنيا الأمريكية حيث يُعد المعرض المحطة الخامسة الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، المعرض الذي يبرز تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها وثقافتها عبر أرض المملكة، ابتداءً من فترة ما قبل الإسلام وحتى عهد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه -.
ومما يدعو للاعتزاز والفخر ما جاء في تصريح سفير المملكة في واشنطن عن الانطباع الذي لمسه من ضيوف الحفل ومن الأمريكان عموماً، وانبهارهم بما شاهدوه من قطع ثرية تؤكد حضارة وتاريخ وثقافة المملكة العربية السعودية. ولا سيما أن المعرض انتقل في أكثر من محطة من دول العالم، فقبل وصوله إلى محطة لوس أنجليس كان المعرض قد أبرز نجاحا سابقا في متحف الفن الآسيوي بمدينة سان فرانسيسكو. ومن جميل الأخبار التي وردت في الخبر أن نخبة من أبنائنا الطلبة السعوديين المبتعثين المتميزين، الذين يدرسون في عدد من جامعات مدينة سان فرانسيسكو والمدن المحيطة بها، شاركوا في هذه المعارض للتعريف بتراث وتاريخ المملكة العربية السعودية.
فكم نحن في حاجة إلى مثل هذه المعارض التي تمثل فرصة مهمة لاطلاع العالم على الآثار الوطنية بالمملكة العربية السعودية، لما تزخر به المملكة من إرث حضاري كبير
كما أننا محتاجون إلى مثل هذه المعارض لتقديم أحد وجوه المملكة الثقافية للعالم الخارجي الذي لا يعرف كثيراً عن بلادنا.
ولا سيما أن المملكة تحوي تراثاً وآثاراً تؤرخ لثقافات قديمة وعظيمة ومتعاقبة على مر العصور، إلا أن هذه الثروات الأثرية الضخمة وما تمثله من حضارات قد تكون غير معروفة بشكل كبير في عدد من دول العالم، ومن هنا كان من الضروري تعريف جميع دول العالم بتراث المملكة ودورها الرائد في الحضارة الإسلامية.
وقد جاءت فكرة انتقال المعرض من دولة لأخرى تنفيذا لتوجيهات المقام السامي بشأن انتقاله بين عدد من المتاحف الشهيرة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وتأكيداً على مكانة المملكة التاريخية، وإسهاماً في تعريف العالم بالبعد الحضاري للمملكة وما تمثله الآثار السعودية من أهمية خاصة في اكتمال فهم حلقات التاريخ البشري، وتأصيلاً لما تتبوؤه المملكة اليوم - في ظل اهتمام القيادة يحفظها الله- من مكانة في قيادة التواصل الإنساني.
ولعلنا ندرك أهمية هذا المعرض، وما يعنيه لهواة التراث والآثار وما أكثرهم حول العالم حين نعلم أنه يعرض عدداً كبيراً من القطع الأثرية المتنوعة ذات القيمة الاستثنائية، إذ يضم المعرض 320 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالعاصمة الرياض ومتحف جامعة الملك سعود وعدد من متاحف المملكة المختلفة.
كما يضم قطعاً من التي عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة وتغطي القطع المعروضة الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر النهضة السعودي، وتمر هذه الفترة الطويلة بالعصور الحجرية ثم بفترة العبيد (الألف الخامس قبل الميلاد) ثم بفترة دلمون ثم فترة الممالك العربية المبكرة، ثم الممالك العربية الوسيطة والمتأخرة ففترة العهد النبوي ثم فترة الدولة الأموية والعباسية والعصر الإسلامي الوسيط والمتأخر، وأخيراً فترة توحيد المملكة العربية السعودية، وما تلاها من تطور وازدهار يتضح في كافة مجالات الحياة وبخاصة في خدمة الحرمين الشريفين.