في الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة عام 1435هـ.. وافانا خبر وفاة عمتي الغالية بدرية بنت عبد العزيز التويجري (رحمها الله) الذي هزّ العائلة.. ولكن الحمد لله على وجع بُليت به قلوبنا وانكتب في صحائفنا أجر الصبر عليه، والحمد لله على فقد خلف في أنفسنا فراغاً لا يُطاق، اللهم اغفر لعمتي وموتى المسلمين واجمعنا بهم في جنتك يا أكرم الأكرمين..
اللهم أذق عمتي وجميع موتانا وموتى المسلمين نعيم الجنة، فقد كانت جنة الدنيا لنا وكان لها القدر الكبير والاحترام، وكانت منبع الطيبة والابتسامة ويحبها الصغير قبل الكبير وابتساماتها لا تفارقها، والكل يشهد لها خيراً وأعمالها الخيّرة التي لا تُحصى.. فقد كانت كثيراً تكلفني بأعمال لوجه الله وتوصي بعدم إفشاء الموضوع لأي أحد، لأنها تريده خالصاً لوجه الله..
عمتي وما أدراكم ما عمتي التي هي بمثابة أمي التي لم تلدني من الاحتواء والحب والاحترام.. دائماً متفائلة ومؤمنة رغم ما أصابها فاجعله يا الله تكفيراً لها.. حقاً يحزنني كثيراً فقدها ويؤسفني أن أقول كانت، ولكن نحن مؤمنون بالقضاء والقدر، نستودعك الله يا عمتي فأنت سبحانك خير حافظ..
اللهم يمّن كتابها ويسِّر حسابها وثقّل بالحسنات ميزانها وثبِّت على الصراط أقدامها.. اللهم انقلها من موطن الدود وضيق اللحود إلى جناتك جنات الخلود .. قال تعالى: {فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ}، اللهم اجعلها في بطن القبر مطمئنة وعند قيام الأشهاد آمنة وبجود رضوانك واثقة، وإلى أعلى علو درجاتك سابقة يا أرحم الراحمين.