بعيون دامعة، وأفئدة محزونة، وقلوب يعتصرها ألم الفرق، أدى جموع المصلين صلاة الجنازة على المغفور له بإذن الله الشيخ محمد بن خالد بن حثلين الذي انتقل - رحمه الله- إلى أكرم جوار في يوم الجمعة 23-12-1435هـ، الموافق 17-10-201م.
ونحن إذ ننعاه فإننا ننعي كريم صفاته، وصالح أعماله وطيب أخلاقه - رحمه الله- وإننا نتوجّه بالعزاء أولاً لولاة الأمر في مملكتنا - حفظهم الله-؛ فقد كان هذا الشيخ الجليل طيلة حياته المطيع لدولته وولاة أمرها، والجندي المخلص لدينه ومليكه ووطنه - رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، وإن الكتابة عن هذا الرجل تحتاج إلى مجلدات ولكن ضيق المساحة لا يسمح بذلك. داعين الله عزَّ وجلَّّ أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
كما نتقدَّم بأحر التعازي لأبنائه البررة، الذين نهلوا من معين تربيته العظيمة ونعموا بالتزوّد من صفاته الكريمة، فجاءت أخلاقهم انعكاساً لشمائله الكريمة، وتربيته الحسنة، فكانوا كما أراد لهم - رحمه الله- خير خلف لخير سلف، داعين لهم الله أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يجمع شملهم على طاعته.
ولا يفوتنا أن نقدّم عزاءنا الحار إلى جميع الفقراء والمساكين والمحتاجين والأرامل، ممن كان لهم - رحمه الله- مقصداً وعوناً وسنداً، يتلمس عوز الصغير والكبير، ويسعى في قضاء حوائج ذوي الحاجات، ويستقبلهم بترحابه المعهود كلما قصدوا مجلسه العامر - رحمه الله- ونسأل الله أن يعوّضهم عن فقده خيراً.
ولا نقول في فقيدنا - رحمه الله- إلا ما يرضي ربنا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، ولعل ما يخفّف مصابنا أن له إخواناً كراماً جمعهم حب الخير والعمل الصالح، فتوحّدوا على طريقته ومنهجه القويم، وسيكملون مسيرته العطرة - رحمه الله- لتظل يده بالعطاء ممدودة ويظل حب الناس له - رحمه الله- هو خير شاهد له بين يدي الله سبحانه وتعالى. سائلين المولى عزَّ وجلَّ أن يجمعه بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم- في مستقر رحمة الله. وأن يلهمنا جميعاً- الصبر والسلوان إنه سميع مجيب.