أوضح عميد مركز دراسات العمل التطوعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمشرف العام على ركن الجامعة بمعرض المسؤولية الاجتماعية الثالث الأستاذ الدكتور عبد الله بن سعد الرشود أن المؤسسات الوطنية قد أصبح لها دور محوري في عملية التنمية بصفة عامة والمستدامة بصفة خاصة.
جاء ذلك خلال الورقة البحثية التي قدمها خلال معرض المسؤولية الاجتماعية الثالث، وقال: أثبتت النجاحات التي تحققها الاقتصاديات المتقدمة في هذا المجال، مبيناً أن مؤسسات القطاع الخاص أدركت أنها غير معزولة عن المجتمع، وتنبهت إلى ضرورة توسيع نشاطاتها لتشمل ما هو أكثر من النشاطات الإنتاجية، مثل التعرض لهموم المجتمع والبيئة المحيطة، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الأضلاع الثلاثة التي عرفها مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة وهي النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي وحماية البيئة، كما أن المؤسسات الاقتصادية وهي ما تندرج تحت المصدر الثاني للرعاية في المجتمع وهو ما يطلق عليه القطاع الخاص قد أصبح لها دور حيوي في تقديم خدمات الرعاية.
وطالب د. الرشود الشركات التجارية بأن لا يكون هاجسها الأول تحقيق العائد المادي لمساهميها فقط، أنما يكون لها مسؤولية اجتماعية وأخلاقية تجاه مجتمعاتها والقيام بواجباتها كونها مصدر الثروة الرئيسي، ومصدر توليد فرص العمل.
وبيَّن عميد مركز دراسات العمل التطوعي أن المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الوطنية هي الترجمة الحقيقية لمبدأ الحقوق والواجبات كأساس للنهوض بالمجتمع، وقال: إن هذه المسؤولية دليل على الانتماء للمجتمع وترجمة حقيقية لانصهار مكوناته في عمل مشترك متكامل، مضيفاً أن جامعة الإمام رائدة في تبني مثل هذه المبادرات والمشروعات لتحقيق مسؤوليتها الاجتماعية لبيئتها الداخلية والخارجية، سواءً على مستوى بيئتها الداخلية مثل تنظيم البرامج الرياضية، والأنشطة الثقافية والاجتماعية، ونادي الطلاب، وبرامج تحفيز أعضاء هيئة التدريس، والتدريب المستمر لمنسوبيها، وبرامج خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبرامج تحفيز الطلاب وتنمية مشاركتهم، كما أن للجامعة أيضا مبادرات خارج قواعدها في مسؤوليتها الاجتماعية من خلال البرامج المقدمة من مراكزها المختلفة مثل:(مركز دراسات العمل التطوعي، ومركز دراسات الجرائم المعلوماتية، والمركز النسائي لتحفيظ القرآن الكريم، ومركز دراسات سوق العمل، والمركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر، ومركز دراسات وأبحاث الوقاية من الجريمة)، بالإضافة إلى المراكز المتخصصة التي أنشئت لخدمة بيئة الجامعة الخارجية والداخلية في آن واحد؛ مثل البرامج الخاصة بالمنح الدراسية، والبرامج التدريبية، وبرامج الملتقيات العلمية المتخصصة، برامج العلوم الاجتماعية، والبرامج الشرعية والدعوية، والبرامج القضائية والقانونية، وبرامج أنشطة التوعية الدينية للحج، وبرامج التسويق والمبيعات، وغيرها.
وقدم د. الرشود في ختام ورقته بتقديم الشكر لمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على اهتمامه الكبير لكل ما يصب في تطور الجامعة وخدمة منسوبيها من خلال موافقته على مشاركة الجامعة في معرض المسؤولية الاجتماعية الثالث، وقال: معاليه يشدد دائماً على أهمية تفعيل مثل هذه البرامج التي تعتبر جزءاً من واجباتها تجاه المجتمع.