لا يتضح الحجم الحقيقي لانجازات الملك عبد العزيز في تغيير أوضاع الجزيرة العربية تغييرا جذرياً ما لم يطلع المرء على أحوال الجزيرة قبيل تحركه التاريخي يرحمه الله.
فالحالة الدينية والأمنية قبيل عهد الملك عبد العزيز لم تكن إلا صفحة من صفحات كتاب الأمة الإسلامية كلها من اضمحلال في القوة ووهن في العقيدة وانعدام للأمن في كثير من البقاع.
وعند استعراض هذه الحالة في العالم الإسلامي كله وفي وطننا أيضا ثم استعراض واقعنا الآن نعرف نعمة الله علينا الذي أبدلنا بعد الخوف أمنا وبعد الفقر غنى، فلله الحمد والشكر والثناء وجعل سبب ذلك هو الدولة التي دستورها الإسلام مما يوجب علينا الحرص على التمسك بهذا الكيان الإسلامي وبذل المال والولد والنفس دونه وأن لا نسمح لحاقد أو حاسد أن يمسه ولو بكلمة وذلك لعدة أسباب:
1 - ان الله أمرنا بالسمع والطاعة لولاة الأمر في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم, قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ (59) سورة النساء. وقال تعالى: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ (83) سورة النساء. وفي الحديث: (اسمع وأطع لأميرك إن أخذ مالك وضرب ظهرك) وفي الآخر: (من أتاكم و أمركم جميعا يريد أن يفرق كلمتكم فاضربوا عنقه كائنا من كان)، وفي حديث ثالث: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية).
2 - قيام هذا الكيان الشامخ على دين الله، وتأسيسه على تقوى الله عز وجل، وتطبيق شرع الله والتحاكم إليه، وإقامة التوحيد وإزالة جميع مظاهر الشرك، وتميز هذه الدولة بذلك من دون العالم أجمع.
3 - إن العقل يوجب علينا الولاء الكامل لهذه الدولة حيث إن الله قد حولنا بها من مجموعات بشرية متناحرة أشبه ما تكون بوحوش الغاب يأكل قويها ضعيفها كما هو الحال في بعض بلاد العالم اليوم إلى ما صرنا إليه من شعب غني متعلم ويحظى باحترام العالم أجمع.
لولا الولاية لم تأمن لنا سبل
وكان أضعفنا نهبا لأقوانا.