«لو كان الحظ رجلا لقتلته» هكذا ردد المشجع، واللاعب، والإداري، والمدرب، والرئيس الهلالي، وكل من تعاطف مع فريق الهلال ممثل الكرة السعودية الذي لعب مباراة كان يفترض أن تسمى مباراة العمر للاعبيه أمام ويسترن سيدني الأسترالي، ذلك أن الهلال فعل كل شيء في كرة القدم إلا هز الشباك ليخسروا فرصة العمر في الفوز باللقب الآسيوي السابع الذي فقدوه بسهولة لفريق حديث التأسيس يقوده حارس عملاق.
في حين كان البرازيلي ديقاو المدافع الهلالي الأوحد يستحق أن نشيد بأدائه المخلص والذي كان في مستوى الحدث.
قبل أن ندخل في التفاصيل .. كلمة شكر لجماهير الهلال الواعية والمثقفة ومن تحالف معها في الحضور والمؤازرة لممثلها والكرة السعودية.
الشوط الأول
لعب ويسترن ضربة البداية، وسط هتاف الجماهير الهلالية الهادرة ، حيث لعب للهلال: سديري - الفرج - الشهراني - كواك - ديجاو - كريري - بينتلي - العابد - سالم الدوسري - نيفيز - ناصر، فيما مثل سيدني كل من: كوفيتش - كول - هاميل - توبور - كوليتش - لا روخا - بولجاك - بريدج - ابياه - هاليتي - سانتالاب.
بدأ اللعب سجالا بين الفريقين حتى الدقيقة الثالثة، ويضغط الهلال منذ البداية بغية هدف مبكر بواسطة الثلاثي: نيفيز والعابد والشهراني مستغلا تضييق المساحات والضغط على الخصم قابله حذر أسترالي.
يكسب الهلال أول ركلة ركنية في الدقيقة السادسة على اثر تسديدة لسالم الدوسري، وتمر دون استثمار. وكان الأسترالي في الدقائق العشر الأولى يلعب على أخطاء لاعبي وسط الهلال بالذات نيفيز الذي أخطأ مرتين مع تقارب بين لاعبيه ملحوظ لعدم ترك المساحات للزرق.
حتى ربع الساعة الأول كانت الرغبة الهلالية في إحراز هدف مبكر لكن الحماسة طغت على التركيز، وكانت الجهة اليسرى بتوفر الفرج والعابد ونيفيز هي الأخطر، والأكثر محاولة ، وبسيناريو متشابه كان الفرج يمرر، والعابد يحول الكرات العرضية داخل الصندوق لكن الكرات كانت تتكسر عند الأقدام الأسترالية قبل وصولها للشمراني.
هذا السيناريو الضاغط جعل مدرب ويسترن ببوفيتش ينفعل على لاعبيه مطالبا إياهم بالانضباطية أكثر لمنع تكراره من الجهة اليسرى.
مع الاقتراب من الدقيقة العشرين تزايدت الأخطاء الهلالية وكانت أخطرها التي نفذها مباشرة البرازيلي نيفيز لمواطنه ديقاو مرت الكرة من أمامه في الدقيقة 19 دون أن يلمسها بالقرب من المرمى ومن أمام الحارس الأسترالي كوفيتش إلى ركلة مرمى.
بعدها بدقيقة هجمة هلالية أخرى بكرة عرضية من الفرج نحو نيفيز يتدخل لإبعادها حارس ويسترن سيتي. ثم يرسل الفرج كرة ساقطة للشمراني يسبقه كالعادة الحارس في الدقيقة 24.
ركلة جزاء لم تحتسب للهلال
في الدقيقة 27 يكسب سالم الدوسري ركلة حرة مباشرة تصدى لها نيفيز نحو العابد الذي حولها عرضية وتسديدة هلالية من سالم الدوسري يستخدم المدافع الأسترالي يده لإبعادها إلى الكورنر، وقرار تحكيمي غائب من الياباني نيشيمورا(!!)، وعند الثلاثين يخطف نيفيز كرة ويسدد بقوة تصطدم بالمدافع الأسترالي إلى ركلة ركنية ثالثة لم يستفد منها الهلال.
تكرر سيناريو الركلة الحرة المباشرة في الدقيقة 35 تصدى لها المتخصص نيفيز وارسلها إلى الصندوق ويتدخل الحارس العملاق انتيك كوفيتش مبعدا إياها.
طيلة الـ 35 دقيقة الفائتة كانت السيطرة للهلال بالاستحواذ والخطورة حتى الوصول إلى الدقيقة 37 عندما لعب الفرج كرة عرضية لنيفيز الذي قاتل من أجل هز الشباك الأسترالية دون جدوى.
وفي الدقيقة 39 ركلة ركنية هلالية سادسة تمر كسابقاتها دون فائدة.
طيلة شوط كامل كان «الزلزال» ناصر الشمراني يقع تحت الضغط بصفته المهاجم الوحيد وسط كماشة الدفاع الأسترالي.
جزائية غير محتسبة للهلال
في الدقيقة 45 غض الحكم الياباني نيشيمورا الطرف عن «جزائية» واضحة عقب عرقلة تعرض لها نواف العابد وسط ذهول الحضور، فهل كان يمنح الحكم مبدأ إتاحة الفرصة في الصندوق؟!.
بعدها منح التحكيم دقيقتين وقت بدل ضائع للشوط الأول سار فيهما اللعب لمصلحة الفريق الأسترالي حيث انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي.
ما أشبه الليلة بالبارحة
سارت أحداث الشوط الأول تماما كنسخة بالكربون من مواجهة الفريقين في سيدني، فقد انحازت الأرقام للهلال في كل شيء: الاستحواذ، ركلات الزاوية، الركلات الحرة المباشرة والخطرة، والتسديدات .. ولكن دون جدوى بالنسبة للهلال، ولعل إحكام الفريق الأسترالي الرقابة على سالم الدوسري والتقارب وبقاء ناصر لوحده وعدم التركيز في استثمار الفرص المتاحة جعلت الأمور تسير لمصلحة ويسترن الذي نجح في فرض أسلوبه على مضيفه.
الشوط الثاني
لم يحدث الروماني ريجي أية تغيير في صفوف الهلال. وركلة حرة مباشرة في الدقيقة 48 يتصدى لها المتخصص نيفيز تذهب تسديدته سهلة بيدي كوفيتش.
يستعين المدرب ببوفيتش باللاعب فيتور سابا في الدقيقة 49 كتغيير أول, وركلة حرة هلالية مباشرة يتسرع اللاعبون في تنفيذها يحبطها التسلل قبل أن يتدخل الحارس في الإمساك بكرة طويلة في منطقته من أمام الدوسري.
أرسل بعدها ديقاو كرة طولية لسالم الدوسري حولها عرضية حولها المدافع للكورنر، واحتجاج هلالي جديد طلبا لركلة جزاء بعد لمسة يد على أحد مدافعي ويسترن عقب تنفيذ الركنية بعد تسديدة العابد.
في الدقيقة 56 يتلاعب نواف بالمدافع الأسترالي الأيمن ويلعب كرة عرضية أبعدها الدفاع ، يزج ريجي بالقناص ياسر القحطاني بديلا عن المحور سعود كريري لتعزيز الهجوم قبل أن يكسب ويسترن ركنيته الأولى في الدقيقة 59 تتزامن مع الزج بالمهاجم تومي يورش صاحب هدف الذهاب الوحيد في سيدني.
وفي الدقيقة 62 ينطلق العابد بكرة مرتدة سريعة توغل ولعب كرة عرضية مثالية للقائد ياسر الذي سدد بيسراه ومرت كرته بجوار القائم الأيمن.
نشط الهجوم الهلالي مع دخول القائد ياسر القحطاني، ومرة أخرى يتدخل العملاق .. الحارس كوفيتش لإنقاذ مرماه من هدف محقق من كرة الفرج.
نيشيمورا .. ماذا تريد؟
تدخل عنيف على أقدام الفرج في الدقيقة 66 من قبل الحارس الأسترالي .. والكل ينتظر أن يسمع صافرة الياباني نيشيمورا باحتساب ركلة جزاء واضحة هي أوضح من سابقتها لسقوط نواف العابد في الشوط الأول .. ولكن الحكم الياباني يستفز قانون كرة القدم نفسه فيما يبدو بإغفاله احتساب ركلة الجزاء الواضحة كالشمس وسط ذهول الجماهير واحتجاج من لاعبي الهلال!!.
رأسية من الشمراني تمر بعيدا عن المرمى الأسترالي في الدقيقة 69 على اثر عكسية من الفرج.
حتى الدقيقة الـ70 كان الهلال مستحوذا على الكرة بنسبة 70% لكن هذا الاستحواذ لم يشفع في هز الشباك وسط ترقب جماهير الهلالية العريضة التي اكتظت بها المدرجات.
في الدقيقة 74 ينقض ديقاو على تسديدة أسترالية منقذا مرمى السديري من فرصة هدف محقق ومحولا كرته إلى ركلة زاوية.
ثم يتصدى «الوحش» ديقاو لهجمة ينفذها بنفسه فيرسل كرة عكسية بالمقاس على رأس ياسر الذي غمزها ولكن الحارس في الموعد كعادته.
في الدقيقة 76 يغامر ريجي بإخراج نيفيز واقحم الخبير محمد الشلهوب، وزج مدرب ويسترن بتغيير ثالث. وفي الدقيقة 79 يتعازم الياسران على كرة قبل أن يتدخل الدفاع الأسترالي مبعدا الكرة إلى الكورنر ثم رسية خطرة للشمراني تمر لركلة مرمى ثم يسدد الشمراني مرة أخرى من كرة مرتدة في يد حارس ويسترن.
يزداد الضغط الهلالي وتتوالى الفرص والتي كان أبرزها في الدقيقة 82 من الشلهوب ثم العابد وكان مصير الكرتين كسابقاتها.
كل الأرقام الخاصة بإحصائيات المباراة كانت تنحاز للهلال في الاستحواذ 71% ، والتمريرات الناجحة بنسبة 82%، والتسديدات 17 تسديدة.
وفي الدقيقة 86 ترفض الكرة مرة أخرى الدخول للشباك الأسترالية وجاءت كرة «القناص» ياسر التي لعبها له الشهراني بكرة عكسية وتدخل الحارس كالعادة في تحويلها بعيدا عن مرماه.
زج ريجي بالزوري بديلا للعابد ، وفي الدقيقة 88 كاد كواك أن يصيب الآمال الهلالية في مقتل بتباطئه وتركه للكرة لولا براعة السديري الذي تصدى للكرة.
بعدها مباشرة يبرع بفدائية الحارس انتيك وفيتش بالتصدي لكرة هدف للهلال. ويمنح الياباني نيشيمورا 5 دقائق وقت بدل ضائع للشوط الثاني
يحصل الهلال في أول دقائقها ركلة زاوية لم تكن بأفضل حال من أخواتها. ويستمر اللعب بذات السيناريو ضغط هلالي مشوب بالتسرع وسوء التركيز قبل أن يطلق الحكم الياباني صافرة النهاية بالتعادل السلبي وتحقيق فريق ويسترن الأسترالي باللقب الآسيوي في مجموع المباراتين.