كلمة تسمعها فتوحي لك بفكرة قد تأخذك إلى مستقبل باهر، كلمة تسمعها من شخص فتحبه أكثر وكلمة يقولها الإنسان فينتقل من عالم الكفر إلى عالم الإسلام وكلمة تُنطق فتتشتت أسرة فالطلاق كلمة تهاون بها الناس، فالكثير يترك لسانه يقول كل ما يخطر على باله، بل إن كلمات مثل مجنون، تستهبل، صاح، أصبحت تُقال تجاه أي شيء لا يعجب، بل ذهب البعض إلى اختيار الكلمة السيئة عن قصد ليثبت للآخرين حسب ظنه أنه قوى الشخصية وأنه لا يستطيع أحد أن يدوس عليه مع أن الكلمة السيئة خطر على الشخص نفسه فهي تستلزم طاقة سلبية تؤثِّر على المتكلم والسامع.
وقد سبق القرآن إلى الحث على الكلمة الحلوة فلقال تعالى {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} (53) سورة الإسراء. كما حث على ضبط الحواس الخمس فقال تعالى {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء، بل ذهب إلى الحث على مراقبة الحوار الداخلي بينك وبين قلبك والذي هو منبع الكلمات فقال في الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي فليظن بي ما شاء) رواه أحمد.
وقد أثنى الرسول على نماذج مشرفة ترفض استخدام السب واللعن حين مدح أهل عمان قائلاً (لو أتيت أهل عمان ما سبوك ولا ضربوك) صحيح مسلم.
نعم، قد تلقى أناساً سيئين يتلفظون عليك بكلمات سيئة فوضح له استياءك من هذه الكلمات دون أن ترد عليه بمثلها فتنزل إلى مستواه ويمكنك أن تقاضيه ويمكنك أن توضح له أن هذا الكلام مرفوض ويمكنك أن تبتعد عنه أو تغيّر مجرى الحديث أو تذكره بالله، يمكنك أن ترد بمهاجمته كلامياً لكن ليس بالسب أو اللعن.
نعم، هناك مواقف صعبة تحتاج إلى أن تقرّع آخر أو توبّخه على مواقف فيها إهمال فيما يطلب ولكن يمكنك عمل ذلك بدون استخدام كلمات نابية بتذكيره بالواجب عليه وأن مثل هذا التصرف يضره سواء على المدى القصير أو البعيد أو أن تذكّره بإنسانيته أو دينه أو الشمائل التي ينبغي أن يتحلَّى بها أو القبيلة التي ينتمي إليها أو تطرح عليه الحلول الممكنة لتلافى قصوره وأن تركز على التصرف وليس الشخص.
هناك الكثير من المشاكل تفاقمت بين الناس وحقد الناس على بعضهم بسبب ترك اللسان يقول كلاماً سيئاً ومع ثورة الغضب قد يتوعّد بكلمات لن ينساها الآخرون ويندم عليها.
أنت مسؤول عن لسانك، ليس هناك مبرر أن تقول في لحظة غضب أصلاً المطلوب أن تضبط لسانك في كل الأوقات وأنت أحوج إلى ضبطه أكثر في ساعات الغضب، هناك مواقف تجد أنها لا يكون فيها أية كلمات سيئة أتذكر مهرجانات الاحتفالات، ومهرجانات افتتاح المشاريع هل تجد كلمة لا تليق.
ممكن السيطرة على الكلمات التي تختارها ألا تذكر أيام الخطبة وأنت وخطيبتك وكل كلماتك حلوة.
تذكر عندما جاء شخص يزورك وأنت تحبه كيف كانت الترحيب والتهليل، لو راقب شخص كلماتك لن يجد كلمات سيئة.
بل إن كلمة واحدة قد تقودك إلى الجنة، أنسيت قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة) رواه الترمذي، أليست نفس الثواني التي يمكن أن تقول فيها كلمة ليست حلوة؟!