فعاليات جلسة مختصره تجمع فيها ثرثرة لتغرقهم في دين أخطائهم، ليتم دفعها مع مرور الزمن بطريقه مؤلمه تعويضاً للظلم حين ذاك. تبدأ فعاليات الجلسة بكلمه (يقولون) والتي أصبحت تنمو تحت ألسنتهم، لتنضج قصه أو حادثه تُذكر دون معرفة المصدر، سوى من هذا المتطفل، في تلك الدائرة تتغذى هذه الفكرة بتنوّع الأقاويل، لتبدأ الثرثرة وتبهير الأحاديث مع الاستشهاد ببعض التجارب الشخصية المبنية على شاهد (يقولون).
يتفهون بحماقات لا تنتهي وببراعة يؤمنون بما يقولون، لتزداد الثرثرة بحجم اتساع النميمة المرتكبة المتبنية شعار (يقولون)، فكلما كان عدد الأشخاص أكثر لهذه التصرفات، أصبح مجال الإصغاء أكبر. يقولون ويقولون لتتأرجح هذه الأقاويل بين مسامعهم، ليكتسبوا الشراهة في معرفة المزيد من خصوصيات وأعراض الآخرين مهملين تفشي هذه الظاهرة.
فالحقيقة هذه الأقاويل والتخمينات، ما بين وبين، يترتب عليها مسؤوليات وتصرفات تقوم بهدم النسيج الاجتماعي، حيث تتفشى النميمة والغيبة، وهذا ما حرّمه ديننا الإسلامي والخوض في مسألة هل هذه الأقاويل صحيحة أم كاذبة؟ واقتحام خصوصيات الغير دون وجه حق، فلا تغرّنا الدنيا ولا نخوض في الوقوع في أعراض الناس، ولا نستسهل تلك الجلسات التي ترمي بنا في جهل وظلم «من تتبّع عورة أخيه تتبّع الله عورته وفضحه ولو في قعر بيته».
وأختتم مقالي بما ورد عن أحد السَّلف أنه عرف أقواماً لا عيوب لهم، فتحدثوا في عيوب الناس فتحدث الناس في عيوبهم ـ، وعرف أقواماً كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فسكت الناس عن عيوبهم، وهذا مصداق لقاعدة عظيمة في الجزاء والعقاب «الجزاء من جنس العمل».