قبل أن أرحب بقدومك, وقبل أن نحتفل.
هل لي بإجابة عن سؤال بل العديد من التساؤلات يا عامنا الجديد؟!
هل لنا نحن العرب من نصرٍ في غضونك يا عام؟
هل هناك توقف لهدر الدماء بأفغانستان وباكستان والعراق والشام؟
هل لنا من تسطير أسمى آيات الانتصار في سماء الرفعة وبلوغ المرام؟
يا بداية العام الجديد..!
لقد مللنا عزف آلات الموسيقى وتراقص الأجساد على جثث استغاثت باضطرام! فما من مجيب, لحرارة الدمع وويلات النحيب.
عفواً يا عامنا الجديد!
فقلوبنا لم تعد كما كانت من حديد, فقد بدأ سائر الجسد يتداعى بالسهر والحمى والدعاء المديد, لمن يشتكي منا من ضيم وقمع واحتدام وانعدام.
عفواً يا عامنا الجديد!
نريد شيئاً من التجديد, لقد مللنا ارتداء اللجام, مللنا السجع نظماً لما أطاح بنا من تنكيل وانقسام.
عفواً يا عامنا الجديد!
لقد مللنا الصبر حتى مل منا الصبر من شدة ما بنا من صمت واحترام تجاه ما يجب علينا تجاهه من انتقام.
هل لفلسطين الجريحة من تحرير؟
هل لمجزرة العراق والشام من إجابات وتبرير؟
هل من دافعٍ لثمن أرواح مضت بلا ذنب؟
هل لمنقذ من ألم مرير؟
يا عامنا الجديد!
أعلم بأننا نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
يا عامنا الجديد!
أنا لا أعيب عليك مجيئك مسرعاً رغم هذه الظروف بل أود منك حدثاً يرغم كلاً منا على محاولة تحسين الظروف.
يا عامنا الجديد!
لن يكفينا الزمان بل ولن تكفينا أزمان لرصد ما بنا من قهر وامتحان على ما حل بنا من ظلم وامتهان.
لكن على أية حال.. عمت مساءً يا عامنا الجديد.