أطاحت الجهات الأمنية بشرطة منطقة جازان بعصابة سعودية خماسية، مكونة من رجلين وثلاث نساء، منهم موظف منتدب من «تعليم الرياض» إلى جازان، وكذلك زوجته، لنصبهم واحتيالهم على معلمات يعملن بعدد من مدارس منطقة جازان بهدف نقلهن؛ إذ سلبوهن مبلغاً يقارب نصف مليون ريال.
وتشير التفاصيل إلى أن المعلمات أتين من مناطق أخرى، وتم سلبهن أموالاً طائلة، تجاوزت 495 ألف ريال، بحجة نقل أي معلمة من مدرستها بجازان إلى أي مكان ترغب النقل إليه، باعتبار أحد أفراد العصابة مسؤولاً بـ»التعليم»، لكن في مقابل أن تدفع أي معلمة تريد النقل مبالغ مالية نظير هذه العملية، لكن الجهات الأمنية بشرطة مدينة جازان حققت نجاحاً مميزاً في وصولها إلى العصابة والقبض عليهم سريعاً، بعد أن استدرجت الشخص الذي انتحل صفة مسؤول «تعليم»، وتم إيداع الجميع، وعددهم خمسة، قسم التوقيف بشرطة مدينة جازان، وهم حالياً رهن التحقيق. القضية بدأت بتوزيع كروت أعمال على مجموعة من معلمات، تم تعيينهن بمدارس جازان وهن من خارج المنطقة، بها اسم وبيانات شخص غير حقيقي، ورقم هاتف جوال مجهول، تم وضعه بالكروت للتواصل معه. وعمدت مجموعة من النساء، لهن علاقة مباشرة مع الشخص الذي ادّعى أنه مسؤول بالتعليم، ويستطيع نقل أي معلمة من مدرستها الحالية إلى أي مدرسة ترغب في الانتقال إليها، بالتعاون معه. وبالفعل، وجدت بعض المعلمات أن هذه فرصة للنقل إلى ذويهن وأسرهن بمناطق أخرى خارج منطقة جازان.
وكان عدد من المعلمات قد قمن بالاتصال والتواصل مع الشخص، وطلب منهن دفع مبالغ مالية وتسليمها له نقداً، وبعض المبالغ تم تحويلها عن طريق حسابات بنكية، تحمل أسماء أشخاص آخرين؛ لكي لا يكتشف أحد أمره. وكانت أربع معلمات من خارج المنطقة قد وقعن ضحايا لعمليات النصب والاحتيال، ودفعن مبالغ مالية طائلة، قاربت نصف مليون ريال؛ من أجل أن تتحقق أمنياتهن بالنقل للعمل بجانب ذويهن في المناطق الأخرى. فإحداهن دفعت 228 ألف ريال، والثانية دفعت 170 ألف ريال، والثالثة دفعت 20 ألف ريال، وآخر الضحايا - وهي الرابعة - دفعت 5 آلاف ريال. وعندما كشفت إحدى المعلمات اللاتي تعرضن للنصب من هذه العصابة أن هناك تحايلاً من هؤلاء الأشخاص، وأنهم سلبوها أموالها بالخداع، قامت بإبلاغ شرطة مدينة جازان بتفاصيل المؤامرة والخداع الذي تعرضت له مع عدد من زميلاتها. وبعد أن تعرّفت الشرطة على تفاصيل الموضوع وأسلوب التحايل الذي استخدمه الشخص مع مجموعة من شركائه تولت متابعة المتهم الرئيسي، الذي كان وقتها موجوداً بمدينة الرياض، وتم استدراجه من قِبل رجال الأمن بشرطة مدينة جازان.
ووضع رجال الأمن كميناً للجاني، وتم القبض عليه من قِبل رجال الأمن بشرطة مدينة جازان، الذين تعاملوا مع الموقف بحكمة حتى استطاعوا بنجاح السيطرة على المتهم والقبض عليه وعلى كل معاونيه في زمن قياسي. وبيّنت المصادر أن مجريات التحقيق كشفت أن هناك ثلاث نساء شاركنه في عمليات النصب على المعلمات، وأن من بينهن زوجته، وكذلك شخص آخر يعمل أيضاً موظفاً بإدارة «تعليم جازان»، وهم جميعاً موقوفون بالشرطة، ويتم التحقيق معهم جميعاً حول قضية خداعهم المعلمات اللاتي أتين من خارج منطقة جازان للعمل. وكان الموظف صاحب كروت الأعمال قد اتفق مع زوجته وامرأتين أخريين؛ ليتولين مهمة توزيع الكروت على المعلمات اللاتي من خارج منطقة جازان لترغيبهن في مسألة النقل، لكن بدفع مبالغ مالية. وأثمرت هذه العمليات التي انتهجها المتهم مع شركائه عن الإيقاع بأربع معلمات، وسلبهن مبالغ كبيرة جداً، تجاوزت 495 ألف ريال، تم دفع أكثرها نقداً وتسليمها يداً بيد، بينما بعض المبالغ تم تحويلها إلى حسابات بنكية. الجدير بالذكر أن الاسم المدون والمطبوع على كروت الأعمال الموزعة على المعلمات الضحايا ليس اسم المتهم الحقيقي، وإنما اسم مزوّر، الغرض منه إبعاد الشبهات عنه، بل حتى رقم الهاتف الجوال الموجود بالكروت مجهول. كما أن جميع المتهمين بدأ التحقيق معهم، وسيتم عرضهم على الجهات المختصة لاستكمال اللازم بحقهم، واسترداد الحقوق الخاصة بالضحايا، ومحاكمة المتهمين.