رعى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة حفل الدورة السابعة من جائزة كتاب العام في مركز الملك فهد الثقافي بحضور معالي نائب وزير الإعلام الدكتور عبد الله الجاسر، ومعالي الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد السماري، وسعادة المدير العام للأندية الأدبية الدكتور أحمد قران الزهراني، وسعادة المشرف على برامج خدمة المجتمع في بنك الرياض الأستاذ محمد الربيعة؛ تكريماً للفائز بالجائزة في هذه الدورة (دارة الملك عبد العزيز) عن الكتاب الصادر عنها، وهو «قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية».
بُدئ الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى بعدها رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض المشرف العام على الجائزة الدكتور عبد الله الحيدري كلمة وصف فيها الجائزة بأنها أنموذج رائع للشراكة الناجحة بين المؤسسات الثقافية الحكومية ممثلة في النادي، وبين بنك الرياض بوصفه واحداً من القطاعات المصرفية العريقة في المملكة، وأشار إلى أن الجائزة مُنحت في الدورات الست الماضية (1429-1434هـ) لأفراد، وهذا الدورة أوصت لجنة التحكيم بأن تمنح لمؤسسة علمية وثقافية؛ إيماناً منها بدور هذه الجهات في التخطيط للعمل الجماعي الناجح ودعمه، ومن ثم إنجاز أعمال لافتة ومهمة وغير مسبوقة، وهو ما يمثله القاموس خير تمثيل.
وألمح الحيدري إلى المسوغات التي نال بموجبها القاموس هذه الجائزة وفق ما ورد في توصية لجنة التحكيم، ومنها: أنه عمل موسوعي ضخم دقيق وشامل، أُنجز بجهد جماعي جبار ومتناغم من كل الفئات المعنيّة بالأدب والثقافة في المملكة العربية السعودية، وثراؤه الموضوعي إذ يُبرز الوجه الأدبي والثقافي بشكل عام في المملكة العربية السعودية؛ وبهذا يقدم خدمة متميزة للحركة الأدبية والثقافية في الوطن، وشموليته المكانية والزمانية، فهو يخدم الوطن بأكمله، ولا يختص بإقليم أو منطقة بعينها، ويهتم بالأدب والثقافة في المملكة منذ أن بدأت حتى الوقت الحاضر دون أن ينحصر في إطار زمني معيّن.
بعدها ألقى الأستاذ محمد الربيعة المشرف العام على إدارة برامج خدمة المجتمع ببنك الرياض كلمة أشار فيها إلى أن الجائزة جاءت انطلاقتها بمبادرة مشتركة جمعت بين نادي الرياض الأدبي وبنك الرياض، في خطوة هدفت إلى تحفيز النتاج المعرفي وتشجيع وتيرة التأليف القائمة على الإبداع والتميّز، ودعم المبدعين من أبناء الوطن الذين كان لعطاءاتهم الدور الفاعل في إثراء الساحة الثقافية ورفدها بجملةٍ من المؤلفات التي تركت بصماتٍ لافتة، ووصف الكتاب الفائز في هذا الدورة «قاموس الأدب والأدباء» بأنه يُعد إضافة جديدة ونوعية للمكتبة السعودية وما هو إلا شاهد آخر على تميز دارة الملك عبد العزيز في هذا المجال.
بعدها ألقى معالي الأمين لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد السماري كلمة قال فيها: إن فوز القاموس بهذه الجائزة يُعد ترجمة وتعبيراً حقيقياً لما تحظى به الدارة من اهتمام كبير وعناية فائقة ومتابعة خاصة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الدارة - حفظه الله - الذي يُعد بحق رائد التاريخ والتوثيق الوطني، كما يدعم هذا الفوز أيضاً الأسس العلمية الجادة والركائز المنهجية التي قامت عليها سياسة النشر في الدارة.
وأضاف السماري: استشعرت الدارة منذ سنوات حاجة الساحة الأدبية إلى وجود كتاب توثيقي جامع شامل يُعرّف بالشعراء والروائيين والقاصين والنقاد والمسرحيين من أبناء المملكة، ويعرّف كذلك بالمؤسسات والمدارس والجمعيات الأدبية والثقافية فيها وبأبرز الكتب والدوريات والجوائز والفنون الأدبية؛ لذا حرصت الدارة انطلاقاً من اهتماماتها على إبراز هذا الإصدار الموسوعي الذي استغرق العمل فيه نحو ثلاث سنوات، وشارك فيه 65متخصصاً ومتخصصة من الأدباء والباحثين السعوديين من مختلف مناطق المملكة ليخرج بحمد الله مميزاً في طريقة إنشائه وبنيته المعلوماتية.
وأعلن الدكتور السماري عن أن الدارة بصدد تدشين القاموس على الإنترنت؛ ليكون متاحاً للباحثين والمهتمين في أنحاء العالم، وترجمته إلى اللغة الإنجليزية لنقل هذه المعلومة الأدبية والثقافية إلى فضاء أرحب خدمة لبلادنا وأدبائها.
عقب ذلك ألقى راعي الحفل معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بالحضور، وقال:
يظل الكتاب أنيس وحدة ورفيق حياة، ومنبع علم، ومصدر معرفة، وخير من يبوح لك، وخير من تثق في مضامينه فلم تستطع وسائل الإعلام القديمة والحديثة أن تصرف الإنسان ولم تغنه عن الكتاب، وما تخصيص جوائز للكتّاب والمؤلفين إلا عرفان بدورهم في الحياة الإنسانية، وها هو النادي الأدبي في الرياض واستمراراً في منهجه المتميز وبالتعاون مع بنك الرياض يحتفل الليلة بجائزة كتاب العام التي منحت هذا العام وفي دورتها السابعة 1435هـ / 2014م لدارة الملك عبد العزيز هذه المؤسسة العلمية العريقة التي تؤرخ لبلادنا وتحفظ تاريخها ومنجزاتها والتي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس دارة الملك عبد العزيز - حفظه الله - الذي يدعمها بكل جهوده وطاقاته وخبرته وحكمته حتى أصبحت منارة ثقافية تعتز بها بلادنا والتي فازت عن الكتاب الصادر عنها «قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية».
وقال معاليه: إن المنجزات الثقافية التي تحققت في بلادنا على المستوى الفردي أو المؤسساتي تستحق الاحتفاء بها وتقديمها للآخر وإبرازها لتكون دلالة على أصالة الثقافة السعودية وعمق تجربتها وتطورها واستفادتها من جميع التجارب والمنجزات الإنسانية برؤية حديثة واعية ومتزنة.
وعبّر معاليه عن شكره الجزيل لبنك الرياض الذي يُعد أحد المؤسسات الاقتصادية الوطنية على تبنيه مشروع جائزة كتاب العام ودعمه المستمر لهذه الجائزة إيماناً منه بدوره الاجتماعي والثقافي.
كما عبّر عن شكره لرئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض وأعضاء لجنة التحكيم على جهودهم الكبيرة التي بذلوها خلال مراحل فحص الكتب واختيار الكتاب الفائز.
وهنأ الدارة على فوزها بالجائزة القيمة علمياً ومعنوياً مشيراً إلى أن ذلك يدل على العمل الدؤوب والجهد الكبير الذي تبذله في خدمة التاريخ والأدب والثقافة السعودية، وخصّ بالشكر معالي الدكتور فهد السماري على كل هذه الإنجازات، متمنياً للنادي الأدبي في الرياض التوفيق في جميع مشاريعه ومنجزاته الأدبية والثقافية.
وفي الختام كرّم معالي وزير الثقافة والإعلام دارة الملك عبد العزيز الفائزة بالجائزة، كما كرّم معاليه ممول الجائزة بنك الرياض، وشركة النافورة للتموين الغذائي لرعايتها الحفل، ومركز الملك فهد الثقافي على استضافة الحفل، ثم استلم معاليه درعاً تذكارياً مقدماً من مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض على رعايته للحفل.
يُذكر أن «قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية» لقى صدى كبيراً وترحيباً حاراً إثر صدوره قبل ستة أشهر، وبعد اختياره فائزاً بجائزة كتاب العام إذ نوّه عدد من المثقفين بقيمة القاموس وأهميته.