يقدم فيلم «Wild» قصة فتاة تقرر هجرة مدينتها في ميني آبلس في ولاية مانسودا، والقيام برحلة مشي على الأقدام لمسافة 1100 ميل قاطعة بذلك الولايات الوسطى مروراً بولايات تاكساس، فكالفونيا، وأورغين، وغيرها من الولايات.
ويتخذ الفيلم إستراتيجية عرض ماضي تلك الفتاة من خلال فلاش باك نكتشف من خلاله علاقتها المتوترة السابقة مع صديقها، ومعاناتها التراجيدية مع صديقتها في ولاية مانسودا.
نعي من خلال بداية الفيلم أننا سنعرف ماضي الفتاة مع خلال اللقطات المونتاجية التي تدخل معنا بين الفينة والأخرى أثناء مسار الفيلم الزمني الحالي، والفيلم مقتبس من رواية مبنية عن قصة حقيقية.
يقع المخرج الكندي جان مارك فاليه بثقافته الفرنسية المونتريالية في فيلمه بخطأ استراتيجي، عندما أقدم على محاولة رخيصة للبحث عن تاريخ أمريكا، وذلك أن غامر بالدخول في دراسة الولايات الأمريكية بتواريخها المختلفة من منظور ثقافي وتاريخي، ليتشتت بذلك ويشتتنا معه في التعرف أكثر على بطلته وتاريخها الدرامي مع عائلتها وأصدقائها.
وقع المخرج جان مارك فاليه في عدة ثغرات عندما قرر إيجاد ثقافة لكل ولاية، ولعل المصيبة الأكبر في فيلمه هذا هو استعراض تاريخ الولاية العريقة «أوريغين» من دون أي إشارة لسكانها الأصليين أو ما يُسمون بالهنود الحمر، وتلك إشكالية ربما تتعلق بنقص ثقافة المخرج أو تجاهله، لكن أن يتم استعراض مدينة آشلند الشهيرة في الولاية على أنها مليئة بثقافة الهييبي بتلك الإشكالية التي لا أجد تبريراً لها.
ضعف إخراجي ونصي ولا يقارن أبداً بتحفة شون بين «Into the Wild» أو رائعة دانييل بوييل «127 Hor» وغيرها من الأفلام التي تعتني بالنص وعمقه الفلسفي وشكله السينمائي.
يقدم الفيلم نفسه في موسم الجوائز بشكل ضعيف، فهو ربما لن يكون قادراً على الترشح لجوائز قوية خاصة بالإخراج والمونتاج، وربما يكتفي بأفضل ممثلة وأفضل نص، رغم تواضع أداء الممثلة ريس ويذسبون والتي لم تقدم أي أداء عميق، ولم تكن أبداً في حضورها الذهني والجسدي الجبار في فيلمها السابق «Walk the Line».
فيما أجد الفيلم بعيداً كل البعد عن جوائز التصوير والصوت، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون من أفضل أفلام العام، بل أنصح الجمهور بالابتعاد عنه كلياً في صالات السينما، إلا أن يكون هو الخيار الوحيد مع فيلم رعب رخيص منتج من هوليوود، أو فيلم عاطفي راقص أنتجته بوليوود.