حين تلتقي الثقافة «العميقة» مع الموهبة، فإنها بلا شك تصنع نجما «حقيقيا» يمشي بخطى ثابتة على أرضية «صلبة»، وكلا الحالتين تشكلان حجر زاوية في مسيرة أي موهوب في أي مجال، والممثل السعودي مشعل المطيري دليل على هذا وذاك.
يعشق مشعل المطيري الدراما، وهو مهموم بها، وبدورها الاستثنائي في توعوية المجتمع، وخلق حالة من الرفاهية عند المشاهدين، بل إنه يبحث كل يوم عن نافذة «عميقة» يستطيع من خلالها النفاذ إلى مزيد من القلوب.
ومثلما يعشق المطيري الدراما، فهو باحث «نهم» عن السينما التي يحلم مثل غيره بأن تكون متاحة في أرضه وجمهوره ومحبيه، ولديه نصوص كثيرة ومثلها أفكار، ومثله لا يستسلم لواقع «مؤقت»، لكنه يرغب في مستقبل مضيء، ويراهن على أن تصعد الدراما المحلية إلى مراكز متقدمة في يوم من الأيام.
خاض مشعل المطيري الدراما بحالاتها المتعددة، فكان له تجارب تراجيدية «مميزة»، كما أنه أطل من بوابة الكوميديا مرات فأجادها، أما المسرح فله في خشبته قصص وحكايات، وله تجربة في تقديم برامج «فنية» ومنوعة، وكل ذلك في ناحية، وثقافته الكبيرة في كل المناشط في ناحية أخرى.
نحن بحاجة لأنموذج يشبه مشعل المطيري، ولنا فيه أمل مثله مثل بقية زملاءه، حتى يمضون سويا إلى درجات متقدمة في الدراما المحلية والسينما والمسرح، وتقديم ما يليق بنا وبالمشاهدين.