لم يتبق من الزمن إلا تسعين دقيقة فقط.. بعدها ستعلن آسيا بطلها الذي سيرفع الكأس بعد عناء استمر لموسم ونصف, لعب فيه طرفا النهائي مباريات كبيرة جداً, وأخرجا من خلالها فرق كبيرة وخبيرة, وأبطال سابقة, فالهلال أخرج فريق السد القطري في دور الثمانية, وفي دور الأربعة أخرج فريق العين الإماراتي, والسد والعين بطلان سابقان من أبطال القارة.
وفي المقابل أخرج فريق ويسترن سيدني الأسترالي بطل النسخة الماضية فريق غوانزو الصيني, كما أخرج البطل السابق فريق سؤول الكوري, وهذا دليل كاف على أن الفريقين لم يصلا لنهائي قارة آسيا إلا وهما جديران بالوصول له, فمشوار البطولة الطويل جداً لم يكن ليصل لنهائيه فريق ضعيف أو بالحظ, بقدر ما كانت هنالك عوامل فنية ساعدت على تخطي المنافسين, مثل تميز اللاعبين أو الأجهزة الفنية, ناهيك عن الإعداد البدني والنفسي الذي ميز الفريقين, بالإضافة إلى تمتع الفريقين بنفس طويل, حققا من خلاله المبتغى.
وتبقى لكل فريق مميزات تختلف كلياً عن مميزات الآخر, فالهلال يتميز بلياقته العالية, ويتميز في الجانب الفني, ويتميز بتوازنه في كافة الخطوط, بالإضافة لامتلاكه نجوما قادرين على الحسم في أي وقت, وفي المقابل يتميز فريق ويسترن سيدني بخطته الدفاعية المحكمة بإقفال لن تفتح بسهولة, وهي من أوصلته لهذا النهائي, فالفريق الأسترالي عادة ما يتوقع في ملعبه, ويلعب بأكبر عدد ممكن من اللاعبين في المنطقة الخلفية, ويستغل الكرات المرتدة التي دائماً ماينجح من خلالها في هز شباك الخصوم, ولهذا فإنه يجب على لاعبي فريق الهلال عدم الاستعجال في التسجيل, وعدم ترك مساحات للفريق المقابل, فإن كان فريق ويسترن سيدني مميز على الجانب الدفاعي فإنه يملك لاعبين مميزين في الخط الأمامي أشهرهم اللاعب رقم تسعة والذي حينما نزل المباراة السابقة غيّر رتم فريقه للأفضل, وحقق هدف الفوز لفريقه.
كما أن للفريقين عيوبا متى استغلها المنافس سيفوز, فالفريق الهلالي يعاني من عدم التركيز في خط المقدمة, كما يعاني فريق ويسترن سيدني من ثقل لاعبيه, والبطء الشديد, وسيعاني في هذه المباراة من مساحة الملعب التي لم يتعود عليها, ومن الضغط الذي سيجده من الجمهور الهلالي الذي يجب أن يكون دوره مؤثرا, بحيث لا يهدأ طوال مجريات المباراة ومهما كانت النتيجة.
المطلوب من الهلال
بعد أن خسر الهلال ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا بنتيجة 1/0 في مباراة لم تعكس واقع الحال, حيث سيطر الهلال على مجريات المباراة وتسيدها بشكل مطلق, ينبغي عليه في مباراة الإياب أن يكون حاضراً كما كان في أستراليا من الناحية الفنية, ولكن على اللاعبين أن يكونوا في كامل تركيزهم, فالتركيز هو من أفقدهم فرصة الفوز في مباراة الذهاب, وعليهم أن لا يستعجلوا في التسجيل, فنتيجة مباراة الإياب ليست بتلك الصعبة, ولو لم يسجل الهلال إلا في آخر دقيقة من مجريات المباراة لكان ذلك كافياً لبعثرت أوراق الفريق الأسترالي, ولذلك نعتقد بأن أفضل تشكيلة للهلال ستكون هي التشكيلة التي لعب من خلالها المباراة السابقة, مع ترك بنتيلي يتمتع بحرية مطلقة, وإلزام سعود كريري بعدم التقدم وترك المحور خالياً, وإن لم تنفع تلك الطريقة في هز شباك الفريق الأسترالي فإن التغيير يكون في خروج عبدالله الزوري وإعادة سلمان الفرج للظهير الأيسر وإشراك ياسر القحطاني, ومن ثم استبدال أحد المحاور وإشراك نواف العابد.
من غيّب نيفيز؟
في الموسم الماضي كان البرازيلي نيفيز من أفضل لاعبي فريق الهلال, بل كان أفضل اللاعبين الأجانب في السعودية, وقد حصل في الكثير من الاستفتاءات على نجومية الموسم كأفضل لاعب أجنبي, وكان يستحق كل الإشادات التي تلقاها من كل حدب وصوب بناء على ما قدمه من متعة كروية جعلت الجميع يصفق له, ولكن نيفيز الموسم الماضي ليس بنيفيز الموسم الحالي, حيث تغير كثيراً وأصبح ثقيل فنياً, وجل تمريراته خاطئة, وحركته بطيئة جداً, بالإضافة لأنانيته التي تشعر المتابع وكأنه يلعب لوحده, أو كأنه النجم الوحيد في الفريق!
ولذلك أصبح المتابع الرياضي يتساءل.. ماذا تغير في نيفيز..!؟ هل المشكلة في اللاعب نفسه, أو في المدرب...!؟ أو أن لديه مشاكل خارجية أثرت عليه..!؟
كل تلك الأسئلة تطرح لمعرفة سبب غياب نيفيز عن مستواه, ولكن مهما كانت الإجابة, يبقى الأمر المجمع عليه هو أن نيفيز لم يقدم ما يشفع له حتى الآن, ولذلك يتمنى محبو الهلال أن يكون دوره في هذه المباراة فعّالا ومؤثرا خاصة أنها مباراة مفصلية لو حقق فيها نيفيز ما يتمناه الجمهور لأصبح اللاعب رقم واحد لديهم.
خاتمة
الهلال لا يحتاج لـ»متفرجين» في مدرجات إستاد الملك فهد, بل يحتاج لـ»محاربين» يصنعون الفارق ويرهبون المنافس.