أقام فريق الإعلام التطوعي بالتعاون مع الشركة السعودية للكهرباء ملتقى الإعلام التطوعي الثاني تحت عنوان «نحو مجتمع إعلامي إيجابي ومتطوع» أمس الأول الأربعاء بحضور نخبة من الإعلاميين المهتمين بالنشاط الاجتماعي وسط حضور كبير من الجنسين فاقت بهم مدرجات مسرح جامعة دار العلوم في مدينة الرياض.
وبحث اللقاء سُبل تنمية التطوع وتحسين واقع الإعلام التطوعي في المملكة إلى جانب تأثير الإعلام الجديد في العمل التطوعي والفرص المتاحة للمبادرات التطوعية، فيما أجمع المتحدثين بشكل كبير على توفر الاحتراف والاستدامة في المشاريع التطوعية وتهيئة البيئة المناسبة لذلك.
بدوره صرّح أحد الأعضاء المؤسسين لفريق الإعلام التطوعي الأستاذ خالد الفهيد، بأن الملتقى أوصى بالاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الحديثة في تنمية ثقافة التطوع كمسؤولية مجتمعية، إضافة إلى العديد من المبادرات التطوّعية، أبرزها مبادرة «مبرّة» التطوعية التي تقع في قرية الشيحية بمنطقة حائل ، تقدم ما يقارب 100 خدمة تطوعية لسكان القرية والقرى المجاورة لها كما أعلن الملتقى عن مبادرة أسبوعية للتعريف رسمياً بالمؤسسات والجمعيات الخيرية المعتمدة في المملكة، بالتعاون مع حساب هاشتاق السعودية على موقع التويتر، كما دعا ممثل مديرية الدفاع المدني الراغبين بالعمل التطوعي إلى التواصل معهم وتسجيل طلب المشاركة في مختلف المواسم.
وكانت الجلسة الأولى بعنوان (كيف يسهم الإعلام في نشر الإعلام التطوعي) شارك بها المذيع عبدالله المديفر والدكتور عبدالله المغلوث وعبدالعزيز الشعلان، وأدارها الزميل محمد الرديني، ركزت على أهمية الإعلام كمصدر للمعلومة ومنبع للمعرفة ومساهماته في زيادة الوعي بقضايا المجتمع. وشدد المتحدث الأول في الجلسة المذيع التلفزيوني عبدالله المديفر على أهمية الاحتراف في جميع الجوانب الحياتية، كما تعدّ الموارد المحترفة عمود العمل التطوعي لذلك يجب تدريب الشباب الراغبين في التطوع، فيما أشار المتحدث الثاني د. عبدالله المغلوث - المتخصص في الإعلام الرقمي- إلى أهمية وجود فريق عمل وميزانية مخصصة، حيث إن العمل التطوعي ليس ارتجالياً ويجب أن يظهر دورياً بتقديمه مادة إنسانية مشاهدة.
وأوضح عبدالعزيز الشعلان - مقدِّم برامج مرئية - أن الفكرة هي أقوى ما في الكون وقوتها يمكن أن تدوم بعد الإنسان، مستشهداً بنظرية «مثلث الاحتياجات» المتضمنة على تقدير الذات، حيث يبحث الإتنسان عن ذاته ومكانتها ، وبيّن الشعلان أن الإنسان الناقص هو المجادل الذي يبحث عن الأضواء بالتطوع.
وترأس الجلسة الثانية المذيع خالد العقيلي بمشاركة الدكتور فهد السنيدي - المذيع والأكاديمي بجامعة الملك سعود- والأستاذ عبدالسلام اليمني - نائب رئيس شركة الكهرباء - والأستاذ محمد المطيري، وحملت الجلسة عنوان (تنمية التطوع.. الواقع والفرص) تحدث أولاً د. السنيدي مبيِّناً أن العلاقة الثنائية المتوجسة بين المجتمع والجمعيات الخيرية هي من أبعدت ثقافة التطوع، حيث يعد واقع الإعلام في رفع العمل الخيري ضعيفاً، إذ أخذنا بالحسبان أهمية الإعلام وأن أكبر ثلاثة أشخاص مؤثرين في العالم هم إعلاميون، وأشار السنيدي إلى أن صور زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- قبل سنوات إلى الأحياء الفقيرة نقطة تحول كبيرة دعمت نشر العمل التطوعي دون حرج أو تحفظ، وفي اختتام حديثه وجه السنيدي رسالة إلى شركة الكهرباء مفادها (أجزم بأن شركة الكهرباء كما ساهمت في تبني الملتقى ستقوم بإعفاء الجمعيات الخيرية من رسوم الكهرباء) فيما التزم « اليمني»ممثل الكهرباء الصمت دون تعليق على طلب الدكتور فهد السنيدي.
من جهته أفصح الأستاذ محمد المطيري - مؤسس مشروع أولاد الرياض التطوعي- أن تأثير الإعلام للفرد بواقع 5% بينما تأثير الصديق 40% ، والدافع الأكبر للفرد هو نفسه وذاته، ولا بد من إبراز أدوار المجتمع الإيجابية واستبدالها بثقافة النقد الحاد في الإعلام، مستشهداً بتجاربه في مشروع أولاد الرياض منذ التأسيس حتى المرحلة الحالية.