تُشكّل ثلاثية (الأسيد الحارق في أصفهان وتداعياته السلبية على المحافظات الأخرى) و(الجدل الحكومي - البرلماني حيال الاتفاق النووي)، إضافة إلى ملف (ترشيح رفسنجاني إلى انتخابات مجلس الخبراء) أهم الملفات الساخنة التي ألقت بظلالها على الواقع الداخلي في إيران - فما زال مثلاً ملف الاعتداء على أربع فتيات أو أكثر في محافظة أصفهان (وسط إيران) يتفاعل داخلياً وكل يوم تظهر تقارير جديدة عن نشاطات أجهزة الأمن في المساعي لالتقاط (رأس الخيط)، لكن وحسب العميد أحمدي مقدم قائد الشرطة أن الأجهزة الأمنية لم تعثر بعد على الجناة الحقيقيين؛ وفي ظل تلك التصريحات انتشرت شائعات في مدن إيرانية أخرى وبخاصة العاصمة عن احتمالية تحرك (الجناة المجهولون) في طهران وإلقاء الأسيد على فتيات أُخر).. وأما ملف ترشيح رفسنجاني لقيادة مجلس الخبراء وتهديداته للخصوم بأنه سيرشح إذا رشح الخصوم أنفسهم لقيادة مجلس الخبراء فلقد رد العضو المتشدد أحمد خاتمي بالقول: إنه ما زال يلتزم الصمت لكن إذا واصل رفسنجاني الإدلاء بتصريحات نارية فإننا سنقوم بكشف كل الأوراق، وهذا يعني أن الواقع الإيراني سيشهد المزيد من الحراك في ظل إصرار رفسنجاني على لجم تحركات المحافظين والسعي لهيمنتهم على مجلس الخبراء؛ وتؤكد طلائع إصلاحية تأييدها لرفسنجاني في الترشيح لأجل محاصرة جناح المتشددين في مجلس الخبراء).
وفي السياق النووي ما زالت التصريحات المتبادلة بين الحكومة وخصومها في الداخل على أشدها خصوصاً أن النائب المتشدد علي رضا زاكاني اتهم حكومة روحاني بالسعي للتوقيع على اتفاق نووي سري مع أمريكا يتجاوز الخطوط الحمراء.
وفي هذا السياق أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي أن إيران تشترط للتوصل مع السداسية الدولية (أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين) إلى اتفاق نووي يوم 24 نوفمبر بأن تقوم تلك الدول برفع كل العقوبات المفروضة عليها وبصورة فورية.
وقال بروجردي للصحفيين: إن أمريكا تتوقع منا أن نوافق على أن ترفع عنا العقوبات تدريجياً ولكن بالنسبة إلينا هذا غير مقبول، وأضاف: إذا أردنا أن نحصل بحلول 24 نوفمبر - تشرين الثاني على اتفاق نهائي يجب أن يتضمن هذا الاتفاق رفعاً فورياً للعقوبات.
من جانبه أكد مستشار وزير الخارجية الإيرانية علي خرم بأن لا حاجة لتمديد فترة المفاوضات النووية لأن إيران والسداسية الدولية مطلعتان على جميع القضايا الخلافية وأن الذي عليهما فقط هو اتخاذ القرار.
وقال خرم في تصريح للصحفيين أمس الخميس رداً على سؤال حول التصريحات الأخيرة لمندوبة أميركا في السداسية الدولية التي اتهمت إيران بأنها المقصرة في عدم الوصول إلى اتفاق إن مواقف هؤلاء الأفراد دعائية تماماً، إذ إن الدول عندما تمضي بالمفاوضات إلى الأمام تستخدم هذه الأداة كي لا تتخلف في عالم السياسة أيضاً. واعتبر مستشار الخارجية الإيرانية التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري ومساعدته وندي شيرمان، بأنها تأتي في إطار استباق الأمور.
وأشار إلى أن اتفاق جنيف يتألف من قسمين؛ مؤقت وطويل الأمد، وأضاف، أن الطرفين نفذا خلال فترة الاتفاق المؤقت ما وعدا به على أساس حسن النوايا وبصورة طوعية ومن ثم دخلت المفاوضات في نيسان - أبريل مرحلة صياغة الاتفاق الشامل وأساسه هو بناء الثقة الذي من الممكن أن يستمر ما بين 5 إلى 15 عاماً.
وبشأن الخلاف بين إيران وأميركا قال، إن إيران ترى بأنه ما لم يتم إلغاء جميع إجراءات الحظر فإنها سوف لن تتخذ حتى خطوة واحدة، فيما يعلن الأميركيون بأنه ما لم يتم احتواء التخصيب في إيران فإنهم لن يتخذوا أي إجراء في مجال إلغاء الحظر، وبالإجمال فإن هذين الأمرين يأتيان في مقدمة جميع الخلافات، ولو جرى حلهما فإن سائر القضايا ستحل أيضاً.
وحول مسألة تمديد فترة المفاوضات قال، إنه عندما تكون المعلومات قد تم تبادلها بين الجانبين وليس هناك أي خطة جديدة للخروج من الطريق المغلق فلا سبب يدعو لتمديد المفاوضات.