يقول الأديب عبدالكريم الخطيب في إحدى قصص مجموعة «شجرة الليمون»: كان الوقت ظهراً، وكان كل شيء في الشارع الطويل المؤدي إلى ساحة الميناء في مدينة ينبع لا يتحرك، وليس فيه سوى عربة كارو تسير بخطوات واهية متثاقلة، ووقع خفيف لأقدام العم ضاحي وهو يمضي بجانب عربته.. ورغم نسيم الرخاء الذي كان يمسح وجهه بيد رقيقة ناعمة فلقد كانت قطرات العرق تنساب من جبينه وهو يشعر بثقل على صدره، وينقل قدميه في خطوات بطيئة عائداً كعادته كل يوم منذ خمسة عشر عاماً من الميناء إلى داره.