والناس تستعد للإجازة لعيد الأضحى المبارك ودَّعنا شابين في مقتبل العمر، هما فايز وفواز ابنا الشيخ ملفي الحبيل الحمادي، وهما قادمان من الكلية التي يدرسان فيها (الهندسة الكهربائية - السنة الرابعة) نتيجة حادث أليم على طريق عرجاء - الدوادمي. فسبحان الله مقدر الأرزاق والآجال، فقد وُلد هذان الشابان سوياً، وترعرعا سوياً، ودرسا سوياً في كل المراحل الدراسية حتى المرحلة الجامعية، حتى وصلا للسنة الرابعة، وفي تخصص مهم، وشاء الله أن يودَّعا سوياً. فلله ما أعطى، وله ما أخذ.
وقد عُرف عن هذين الشابين الأخلاق الحميدة والسيرة الحسنة والإقبال على الحياة في عطاء مستمر، من خلال إنجازهما مرحلة التعليم حتى المستوى الجامعي سوياً، ولم يعرف عنهما إلا كل أمر حسن وطيب.. فهذه زينة الحياة، أن يكسب فيها الإنسان العمل الطيب والسمعة الحسنة، وكانت علاقتهما مع زملاء الدراسة طيبة، بدليل أن زملاءهما أنشؤوا (هاشتاق) لذكر محاسنهما، والترحم عليهما، والدعاء لهما.. وقد صلى عليهما جمعٌ كبير في الجامع الكبير في الدوادمي، وتلقت أسرتهما تعازي الجميع من أهالي الدوادمي، وحتى من خارج المملكة ومن المحافظات المجاورة، حتى أن شقيقهما الأخ الرائد محمد الحبيل الحمادي، الناطق الرسمي للدفاع المدني بمنطقة الرياض، ذكر لي أنه تلقى التعازي باتصالات من أشخاص لا يعرفهم، يثنون عليهما؛ وهذا ما خفف بعض الحزن على أسرتهما.
إن ما يخفف فعلاً هذا الفَقْد على أسرتهما وأصدقائهما أنهما شابان عاشا بوعي لأمور الحياة، وكافحا بها كفاح الشباب المقبل على الحياة والتميز بهذا العطاء لأسرتهما ووطنهما، وكانا أخوين صالحين، تربطهما صداقة جمعت بينهما في كل مراحل ومسيرة الحياة، حتى توفاهما الله، واختارهما لدار البقاء قادمين من دار الفناء.
اللهم أكرم نزلهما، واغفر ذنوبهما، وأنزلهما منازل الأبرار من خلقك، واجزهما عن كل ما قدماه في حياتهما من عمل وكفاح وسيرة طيبة خير ما يُجزَى به الصالحون.
لقد شعر الجميع بالفقد، وحزن لهذين الشابين اللذين ناضلا في هذه الحياة سوياً، وتوفيا وهما في مقتبل العمر على وشك إنهاء المرحلة الجامعية وقطف ثمار هذا الجهد وهذا العطاء، ولكن أمر الله جل جلاله قد قضى بأن يغادرا الحياة الدنيوية إلى حياة البقاء، فكان الحزن مضاعفاً من أسرتهما وأصدقائهما وزملائهما في الجامعة كافة. ومما لا شك فيه أن الحزن سيكون عميقاً في النفوس، وستكون الذكرى لهما باقية في الصدور إلى أمد بعيد.
والعزاء كله لوالدهما الشيخ ملفي الحبيل الحمادي ولشقيقهما الأخ العزيز الرائد محمد ملفي الحبيل الناطق الرسمي لإدارة الدفاع المدني بمنطقة الرياض ولأشقائهما وأسرتهما كافة. وتعازينا الحارة للأخ العزيز الشيخ قاعد الحبيل وأبنائه ولزملاء الفقيدين كافة الذين تألموا لرحليهما. والشكر والدعاء للمعزين والمواسين، وعلى رأسهم سيدي ولي العهد وزير الدفاع وسمو وزير الداخلية وسمو أمير منطقة عسير وسمو الأمير سلطان بن محمد وسمو وزير الدولة رئيس ديوان سمو ولي العهد.
رحم الله الفقيدين، وأسكنهما فسيح جناته، وألهم أهلهما وذويهما الصبر والسلوان.