رحل عن دنيانا رجل فاضل ومعلم مجتهد أخلص في عطائه واجتهد في عمله.. إنه الأستاذ عبد الله بن محمد الحميدي - رحمه الله -، الذي ودع الدنيا تاركاً خلفه كثيراً من الخصال الحميدة والأخلاق العالية النبيلة، والتي اكتسبها من أسرة عرفها الجميع بالسمو والشموخ وعلو الهمة، إنها أسرة الحميدي التي ضربت أروع المثل في جميل الأخلاق والصفات العالية الرفيعة والأدب الجم , والفقيد رحمة الله رسم لنفسه وأسرته هذا المنهج الأخلاقي الرفيع الذي أسر الكثير من محبيه وأبناء مجتمعه.
عمل الفقيد في مهنة التعليم والتدريس، وعلّم الكثير من أبناء الجيل الذين تقلدوا اليوم الكثير من مواقع المسئولية والعطاء وهم ولاشك يذكرونه بالكثير من الفضل والخلق الرفيع.. لقد شهدت جنازة الفقيد - رحمه الله - جموعاً كبيرة خرجت لتشارك في وداعه وتشييعه رافعين أكف الضراعة للباري عز وجل أن يتغمّده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته..
لقد ترك الفقيد جيلاً من الأبناء والبنات الصالحين والصالحات العارفين والعارفات بحقوق والديهم من حيث البر بهم والدعاء لهم في السر والعلن، إنهم محمد وإبراهيم وعبد العزيز وريان وخالد وأحمد وأخواتهم وشقيقاتهم، وسيحفظ هذا الجيل لوالدهم المنهج الذي رسمه لهم بالطريقة المثلى وحسن الأخلاق، فكانوا من الجيل الرائد الذي سيكون الأنموذج الجميل في المعاملة مع الناس وحسن الخلق، وهم امتداد لسيرة والدهم الفقيد غفر الله له.
لقد عمل الفقيد - رحمه الله - معلماً في المدرسة الفيصلية بمحافظة عنيزة وهي من أوائل المدارس الابتدائية بالمحافظة، وظل يعمل حتى تقاعد عن العمل وفقاً للسن النظامية للتقاعد، وترك تقاعده فراغاً كبيراً في الميدان التربوي، وظل زملاؤه في العمل يذكرونه بالفضل لمسيرته الطيبة وإخلاصه في العمل، ولا زالوا يتعلقون بحبه وذكره الطيب.. لقد عانى الفقيد - رحمه الله - من المرض سنوات طوال وعايش معها الآلام المبرحة حتى انتقل إلى رحمة ربه العزيز الحكيم.
رحم الله الفقيد وجعل ما أصابه في دنياه تكفيراً لسيئاته ومغفرة لذنوبه.. اللهم أسكنه داراً خيراً من داره، وجازه بالإحسان إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً، وألبس أهله وذويه ومحبيه وعارفيه لباس الصبر والتجلد إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .