فاصلة:
((خير لك أن تحرث حراثة عميقة، بدلاً من أن تحرث حراثة عريضة))
- حكمة هندية -
بدءاً أشكر الأستاذ «عبد المنعم المشوح» رئيس حملة السكينة لتعزيز الوسطية، على إمداده لي بمادة معلوماتية قيّمة عن دور المرأة في الإرهاب لتبيان حجم القضية، بالإضافة إلى تصحيحه لمعلومة أوردتها للأسف في مقالي الجمعة الماضية نقلاً عن مصدر في شبكة الإنترنت، حيث ذكرت أنّ 90% من النساء السعوديات متعاطفات مع التطرُّف عبر الإنترنت، بينما الصحيح أنّ 90% من النساء المتعاطفات مع التطرف كان تأثرهن عبر الإنترنت.
بالطبع الفرق واضح حيث إنّ النسبة العالية ليست هي للنساء في السعودية، وإنما لحجم تأثير الإنترنت على النساء المتطرفات.
وهذا يجعلنا بالفعل نضع شبكة الإنترنت في قائمة العوامل المؤثرة في اتساع مشاركة المرأة السعودية المتطرفة، واتخاذها شبكة الإنترنت وسيلة مهمة لتنفيذ أفكارها التدميرية.
التصفح في موقع حملة السكينة لتعزيز الوسطية، وتحديداً قراءة ما يخص مشاركة بعض النساء السعوديات في التنظيمات الإرهابية، جعلني أفكر طويلاً في عمق تأثير المرأة في المجتمع وقدرتها على اختراق المصاعب، من أجل إيمانها بمبادئها أياً كان خطرها على أطفالها وأسرتها ومجتمعها.
وبالتالي فنحن أمام إرادة قوية والعاطفة التي تعيّر المجتمعات الذكورية المرأة بها، هي ذاتها العاطفة التي جعلتها تضحي بأطفالها وأسرتها في سبيل تحقيق مبادئها، حتى لو كان الثمن تهريب الأطفال عبر الجبال وتعريضهم المخاطر ورؤية الصراعات والخوف.
دور المرأة في الإرهاب وإنْ كان كمّاً قليلاً، إلا أنه يحدث أثراً بالغاً في المجتمع ، فالأم في اعتدالها الديني كما في تطرفها الديني قادرة على التأثير في أسرتها وخلق أجيال تؤمن بمبادئها، أياً كان مستوى صحة تلك المبادئ وتأثيرها على أبنائها.
الخطوة الأولى في مكافحة دور المرأة في الإرهاب هي عدم الاستهانة بقدراتها وتأثيرها، وتأتي بعد ذلك الخطوات الأمنية لعدم التساهل معها كونها امرأة بل محاسبتها كما يحاسب الإرهابي، لأنها اختارت الطريق إلى الهاوية، والأخطر أنها تصطحب معها أحياناً الأطفال الأبرياء.