قال تعالى {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (صدق الله العظيم).
انتقل إلى رحمة الله تعالى الأسبوع الماضي زميل عزيز وأخ كريم عُرف بدماثة الخلق وسمو ونبل الأخلاق، ذلكم هو الأستاذ - أحمد بن عائض الخديدي المدير العام السابق للعلاقات الدولية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، وقد عرفت الفقيد على مدى أعوام عديدة رجلاً طيب القلب والمعشر، سمح النفس طيبها، كان من المحافظين على شعائر دينه فلا تفوته صلاة الجماعة في مسجد الرئاسة، وكنت أراه مبتسماً رغم الأمراض التي عانى منها طيلة حياته - رحمه الله -.
كان الأستاذ - الخديدي من المخلصين في أعمالهم، ولم تكن له خصومة مع أحد.. بل حتى كان لا يجادل في عمله.. يسمع أكثر مما يتكلم وينجز بصمت ينكر ذاته.. لم أره يوماً يعتد بنفسه أو مما يقوم به من عمل، كان - غفر الله له - صورة مشرفة لرعاية الشباب، باعتباره مسؤولاً عن قطاع مرتبط بالجهات ذات العلاقة مع رعاية الشباب داخلياً وخارجياً.. أسهم بجهد وافر في إعداد الاتفاقيات الثنائية التي تعدّها الرئاسة مع الوزارات والهيئات المماثلة في الدول العربية والصديقة، مما كان له أثره في تعميق الصلات والعلاقات مع تلك الجهات.. رأس عدداً من الوفود الشبابية، فكان نِعْم المسؤول المشرف لوطنه ومواطنيه .. رحم الله الأستاذ أحمد الخديدي وأسكنه فسيح جناته.. وأنزله منازل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.. وجعل ما أصابه رفعة في درجاته وتمحيصاً لذنوبه.. وألهم آله وذويه الصبر والسلوان .. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}