ما زالت تلك الرواية الأوروبية التي ألفتها الأديبة الرومانية دومنيكا اليزل وجعلت من عبدالله عبدالعزيز الربيعة بطلاً لها تقديراً منها لتلك الإنجازات العظيمة التي قام بها هو وفريقه الطبي فيما يتعلق بعمليات فصل التوائم السيامية، والتي قامت هذه المؤلفة بإهداء نسختها الأولى لسيدي خادم الحرمين الشريفين تقديراً منها عن تبرعه بتكاليف هذه العمليات.. الربيعة بهذه الشخصية السعودية المتميزة والتي ما زالت تعمل وتكد بجد واجتهاد خدمة للصالح العام والوطن والإنسانية مما يجعلها على الدوام بطل الرواية باستمرار.
تلك النقلة النوعية في التعامل مع الواقع الصحي في المملكة إبان توليه منصب وزير الصحة, منصب يعتبر الرقم الأول من بين المناصب الرسمية العليا التي توضع تحت المجهر لما تحمله من أهمية ومن متابعة خاصة تؤدي في كثير من الأحيان إلى التضخيم في السلبيات أو حتى التقليل من الإنجازات.. الربيعة كانت له مواقفه في التعامل مع الجمهور خاصة عندما ظهر على الإعلام هو وأولاده لأخذ مطعوم صحي كبادرة منه ليثبت للناس أنه غير مضر وأن الوزير نفسه يأخذه وعائلته, هذا التوجه من الربيعة يدل على ثقته بنفسه ورغبته في العمل للصالح العام والتعامل مع الجمهور.
قليلاً ما نجد في أيامنا هذه مسؤولين يتخذون قرارات هامة بكل أمانة ويتحملون مسؤوليتها ومسؤولية نتائجها, لعل القرار الذي تم في عهده بإقفال المعاهد الصحية والذي واجه به الكثير من الانتقادات والمعارضة والهجوم إلا أن الرجل ثبت على رأيه وتحمل مسؤولية توصيته والسبب أنه يريد الرقي بالمهنة الصحية ورفع كفاءة العاملين في هذا المجال وأن وزارة الصحة أو مؤسسات العمل العام ليست بيت أموال المسلمين ليكون أهم أعمالها التعيين والتوظيف بدون الاهتمام بالمستوى المهني والكفاءة خاصة حين يكون أساس العمل خدمة الناس وأكثر خصوصية في صحتهم, قرار حينه كان الكل يجمع على خطئه واليوم الكل يشكره ويثني عليه.
عبدالله الربيعة الآن في مرحلة الإعداد لفصل جديد من الرواية في العمل التطوعي والإنجازي في مجالات عديدة ومؤخراً كان دوره ومشاركته واضحة جداً فيما يخص أبحاث الإعاقة وجائزة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان ولي العهد العالمية لأبحاث الإعاقة بصفته رئيس هيئة الجائزة, الربيعة الآن في مرحلة الاستفادة من التجارب العديدة التي مر بها وتسخيرها لخدمة الوطن ككل, العقلية التي يحملها هذا الرجل والتي أبهرت العالم كله في العمليات الجراحية التي أجراها لفصل التوائم السيامية وجب توظيفها لخدمة الوطن وتحقيقه مصالحه العليا العامة, وأجزم أن الربيعة بعد مرحلة وزارة الصحة ستتوفر له مساحة زمنية أكثر لتحقيق إنجازات جديدة, وهذا ما ننتظره ونتامله وأن المسيرة ما زالت في بدايتها والوطن يستحق منا كل تضحية وبذل للجهد وإفناء للذات.