رأى رئيس اللجنة الإعلامية لندوة «طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول» الأستاذ سلمان بن محمد العُمري أن الندوة التي ستعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة - خلال شهر صفر القادم - أن اختيار موضوع طباعة القرآن الكريم ونشره ليكون عنواناً لهذه الندوة جاء معبراً عن رغبات، وأمنيات كثير من المسلمين فلم يكن أمنية للمتخصصين في علوم القرآن والدراسات القرآنية وطباعة المصحف فحسب، بل هو أمنية كل مسلم غيور على كتاب الله - عز وجل - والعناية بسلامة نصه وجمال إخراجه، وقبل ذلك حمايته من الأخطاء المتعمدة من البعض أو الأخطاء الأخرى.
وقال في حديث له عن الندوة - التي تعقد خلال المدة من: (3-5-2-1436ھ ، المقابل 25-27-11-2014م): إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف هو الأبرز في مجال طباعة المصحف الشريف وله تجربته الرائدة والكبيرة التي لايضاهيها أي موقع آخر لا كماً ولا كيفاً وهو بكل تأكيد مرجعية علمية بل وفنية في هذا المجال، مؤكداً أن عرض تجربة المجمع في هذا التجمع العلمي والتجارب الأخرى في طباعة المصحف الشريف وتبادل الخبرات سيثري حصيلة المشاركين والمهتمين البالغ عددهم (57) باحثاً وباحثة، وعدد العارضين في المعرض المصاحب للندوة (22) جهة من داخل المملكة وخارجها، وسيطلع الجميع على المستجدات الفنية في أمور الطباعة واستخدامات التقنية الحديثة مع العناية بتأهيل المتخصصين في القراءات أو المتخصصين الفنيين في أمور الطباعة والإخراج والخطوط.
وشدد على أن طباعة المصحف الشريف ليست كأي مطبوعة أخرى فهي تستلزم طباعة لائقة بهذا القرآن العظيم من حيث الإخراج والطباعة والورق وقبل هذا وذاك العناية بالضبط فيما يتعلق بالرسم العثماني وعلامات الوقف وغير ذلك من أمور الضبط بحسب تلقي القراءة، لافتاً إلى أن جهود ومنجزات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على مدى ما يقرب من ثلاثين عاماً والمشاهد للعيان ستكون عن قرب بين يدي المتخصصين وسيرون طريقة العمل خلال زيارتهم للمجمع ضمن البرنامج المقام على هامش الندوة وسيطلعون على عمليات الإعداد والتدقيق والمراجعة.
واستذكر - في هذا السياق - جانباً من التطورات التي شهدتها تطورات أعمال الطباعة - حيث تطورت الأساليب الفنية للطباعة بوجه عام ومنها طباعة المصحف الشريف وبخاصة استخدام التقنية الحديثة في مجال الطباعة والأمور الفنية الأخرى والمجمع يواكب كل جديد في هذه الأمور وعلاوة على ما لديه من خبرات تراكمية وإدارية فنية ومتانة علمية، فإن المجمع يرصد دائماً بعض الأخطاء التي تحدث من غير قصد في طباعة المصحف وهذا الرصد سيمكن الآخرين من التعرف على هذه الأخطاء وتداركها لضمان سلامة المصاحف والعناية بها والندوة أيضاً لم تغفل التطورات الحديثة في مجال التقنية، وخصصت لذلك محوراً مستقلاً كما أولت موضوع المصاحف المتخصصة كطباعة القرآن الكريم بلغة برايل، وطباعة القرآن لذوي الاحتياجات الخاصة.
وخلص رئيس اللجنة الإعلامية للندوة إلى القول: ونحن في اللجان العاملة إذ نواصل استعداداتنا لعقد ندوة: «طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول» نستذكر الندوات الخمس التي عقدها المجمع على مدار سنوات مضت حيث كانت الأولى في عام 1421هـ بعنوان: (عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن وعلومه)، والثانية بعنوان: (ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل) والثالثة بعنوان: (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية)، والرابعة بعنوان: (القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) والخامسة بعنوان: (القرآن الكريم والتقنية المعاصرة) إضافة إلى (ملتقى أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم).
وأكد - في ختام حديثه - أن رسالة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وهي - رسالة عظيمة في مجمع متخصص للعناية بطباعة ونشر المصحف الشريف بقراءات متعددة وأحجام مختلفة وترجمة معانيه وإصدار التفاسير - لم تقف عند حدود هذه الرسالة العظيمة بل أضافت إلى ذلك رسالة علمية مهمة تتمثل بالعناية بالجانب العلمي ممثلاً في البحوث والندوات التي رعاها المجمع وأيضاً طباعة مجموعة من الكتب العلمية المتخصصة، وها هو المجمع اليوم يواصل مسيرته ورسالته العلمية في عقد هذه الندوة لتضيف رصيداً من المنجزات لهذا الصرح العلمي الشامخ.