القراءة .. قراءات..!!

معارض الكتب، مشروع إنساني عالي الجودة، ومستوى الأداء في توصيل القارئ بمستجدات الإنسان المعرفية، ولتفاعله مع منجز عصره الفكري بكل أنماطه، وأجناسه،

سواء فيما تتيح هذه المعارض من أقنية المعرفة، أو أنماط المنتَج ..

و يمكن أن نعزو إليها ثقافة الشباب التي نمت واتسعت كمصدر مهم، وداعم لمصادر أخرى مثيلة أو ذات الهدف..، لتحقيق الأهداف الأوسع من مشروع «القراءة للجميع» التي تتحقق عن كل الطرق الأخرى البديلة، والمعروفة..

ينبثق عن هذا المشروع «معارض الكتب» تقريبهم من مختلف المشارب، ومختلف الأفكار، وتنوع المنتج منها..، ويتحقق عنها اطلاعهم على ما تقدمه هذه المعارض من أقنية تمكنهم من الاقتراب من المادة، ومن الفكر، وفي جانب تفاعلي ما تتضمنه من وسائل تعينهم على المعرفة بتطورها، بما تركز فيه الضوء من المتغيرات التي حولهم، سواء ما يتعرضون له مباشرة منها، أو ما يتقاربون به منها من سعة عالمهم..

إنها تمنحهم عما تتيحه لهم ليس القراءة فقط، بل فرص التبادل، وتكوين الرأي، واتخاذ القناعة مما يتلقونه، أكثر مما كان يقدمه لهم الأب على عجل، أو الخبر العام في صحيفة، أو نشرة الأخبار المقننة..، أو الأستاذ في الجامعة، أو المكتبات المحددة المضامين، المحصورة التوجهات في مبيعاتها..، أو تلك الشحيحة فيما تتيحه للقراءة سواء في المكتبات العامة، أو الحصرية.

ساعدتهم وسائل أخرى كثيرة غير ما تقوم به معارض الكتب على المستوى الداخلي، أو العربي، أو الدولي لمن يتاح له منهم حضورها على تلقي المعرفة، وكسب ثقافة مختلفة، وفيه ما يثري، ويدعم، ويصقل، ويعين لأن تتحول متلقياتهم، ومن ثم مكنونهم من الثقافة العابرة العامة، المبتسرة، إلى ثقافة فاعلة شاملة، ودقيقة في تكوين الرأي، وتراكمية المعلومة، بحيث يتهيأ الفرد منهم لأن يتعايش مع واقعه بثقة الفاهم، الواعي، القادر على استخلاص النتائج المثمرة، والتخلص أو صد تلك المسطحات من الآراء، أو الضالات من الفكر، وتمكينه عضواً ناضجاً، ومنتجاً لنفسه دوراً فاعلاً، بحصيلة ثقافية مختصة، وعامة في آن لا يتخبط بها بين هذا الكم الهائل من غثاء المكدرين صفو العقول، ومن ثم الصدور..

لقد أوشك معرض الكتاب أن يحل موعده..

والشباب يتطلعون لأيامه التي تحرك في عروقهم الهمة والبهجة..

وربما يحتاجون إلى جانب ما يقدمه معرض الكتاب من المبيعات، وورش العمل، والندوات، والعروض، وتوقيع الكتب إلى لقاءات مباشرة بالمؤلفين لمناقشتهم فيما تقدمه منجزاتهم، ينسقها ذوو الشأن في المعرض... وليس للحديث عن سير المؤلفين الذاتية.!!

فما تم من نقلة تقارب بين المؤلف والقارئ ما ييسر هذه الخبرة في تجارب الشباب..

ويثري بهجة القراءة..

هذه التي هي مصدر مدر للبهجة ..

إذ كلما قرأ المرء تجددت مياه البهجة..

وتندَّت الروح فيه..!!

فكيف والقراءات تتطور بتطور المتاح...؟!