تتمنّى الشركات الأميركيّة الاستحواذ على «المشروع الكبير» التالي، وهي مستعدّة لدفع المال مقابل هذا الامتياز. وبُعيد فوزها الكبير مع شركة «علي بابا»، تبدو «ياهو» مستعدّة للاستثمار في تطبيق المراسلة «سنابتشات»، وهي ليس الوحيدة.
لقد بلغ الاستثمار في رؤوس الأموال المغامرة مستويات لم تُسجَّل منذ انهيار الشركات العاملة عبر الإنترنت، والملفت أنّ دور أموال الشركاتفي ذلك كان كبيراً. ومعأنّ تبرير اعتماد رؤوس الأموال المغامرة كاستراتيجيّة ممكن، تشير البحوث إلى أنّ القيام بذلك في هذه الحقبة بالتحديد ليس مناسباً أبداً.
أمّا السبب، فيُعزى أوّلاً إلى الأرقام. ففي أواخر العام 2012، ناهزت قيمة رؤوسالأموال المغامرةالتي استثمرتها الشركات الأميركيةفصليّاً 1.5 مليار دولار. وفي الربع الثاني من هذه السنة، زاد مجموعها بقليل عن 4 مليارات دولار. وكانت أموال الشركات تمثّل في ما مضى ما بين 20 و25 في المئة من مجمل قيمة رؤوسالأموال المغامرة الأميركيّة بالدولارات، ولكنّ نسبتهاتتذبذب هذه السنة في محيط 30 في المئة.
وتجدر الإشارة إلى إنّ هذا النشاط موجّهبمعظمه من صناديق ناشطة جدّاً في شركات مثل «إنتل»، و»غوغل»، و»كوالكوم».وقدسُجِّلت زيادة بنسبة 50 في المئة تقريباًفي عدد صناديق المشاريع في الشركات التي تبرمصفقات منذ العام 2012. لكنّ البحوث تشير إلى أنّ ارتفاع المبالغ المستثمرة في رؤوس الأموال المغامرة سيليه هبوط في العائدات. وقد أكّد بحث صدر السنة الماضية عن أكاديميين في جامعة فيرجينيا، وكلّية سعيد لإدارة الأعمال، وجامعة شيكاغو، أنّ زيادة المبالغ المكرّسة لرؤوس الأموال المغامرة مرتبطة سلبيّاً بأداء الصناديق.
ولا يعني ذلك أنّ إطلاق صندوق رؤوس أموال مغامرة هو بالفكرة السيئة. بل على العكس. وفي مقالة صدرت في «هارفارد بيزنس ريفيو» في العام 2013، كتبها جوش ليرنر من كلية هارفارد للأعمال، شُرِحت كيفيّة استفادة الشركات من رهانات من هذا القبيل، حيث أنّ الشركات لن تكتفي بدرّ العائدات، بل ستساعد أيضاً على رصد المخاطر التنافسيّة وتردّ عليها.
ولكن عندما تحدّثتُ إلى ليرنر خلال هذه السنة، وافقني الرأي وقال إنّهلا ينصح الشركات بالتسارعلدخول السوق في ذروة أدائه، بل أوصاهابانتظار مرحلة الانكماش التالية لإنشاء صندوق، لأنّ توقيتاً «معاكساً للتيار» من هذا القبيل مرتبط تاريخياً بعائدات أعلى. ونصح الشركات المقبلة اليوم على الاستثمار بتجنّب القطاعات الشديدة الازدهار على غرار قطاع وسائط التواصل الاجتماعي.
وثمّة درس نتعلّمه، وهو أنّ الامتثال بالأكثريّة هو من الاستراتيجيّات السيئة للاستثمار في المشاريع، وقد تضطرّللانتظار إن أردتَ الاستثمار في المشروع الكبير التالي.