نجحت شركة «شيومي» الصينيّة المنتجة للهواتف الذكيّة، التي تأسست منذ أربع سنوات، في اقتحام قطاع الهواتف الذكيّة. ومع أنّ النقّاد يزعمون أنّها مجرّد نسخة صينيّة عن «آبل»، مشيرين إلى مواطن تشابه كبير بين نظامها التشغيلي (واسمه «أم أي يو أي») ونظام «أي أو أس» لدى «آبل»، تصنَّف منتجات «شيومي» من بين الأفضل من حيث الأداء في القطاع.
لكنّ مراجعة كاملة لنموذج أعمال «شيومي» يظهِر لنا مدى اختلافه عن «آبل»- وحجم الخلل الذي يُحدِثه في روتين السوق». والواقع أنّ «شيومي» لا تستهدف فئة راقية من العملاء، على عكس «آبل»، فمشتري هواتفها العالية النوعيّة هم مراهقون بالقسم الأكبر منهم، ولا يدفعون أيّ علاوة سعريّة عليها، بالنظر إلى أن أسعار «شيومي» تقلّ بنسبة 60 في المئة على الأقل عن أسعار «آبل». فكيف تنجح «شيومي» في تحقيق هذه النتيجة؟
تبقي «شيومي»كلّ هاتف تنتجه لفترة أطول بكثير من «آبل» في السوق، فلا تجدّد تصاميم هواتفها طوال سنتين، ولا تزيد أسعارها إلا قليلاً عن تكلفة المكوّنات الإجماليّة. ومع تراجع تكاليف المكوّنات، تبقي «شيومي» على سعرها الأساسي، وتجني الفارق السعري كمكسب. وبالتالي، تتناقض تركيبة أرباحها عن تلك التي تعتمدها «آبل»، التي تجمع أعلى الأرباح عند إطلاقها لهاتف جديد، وبالتالي، هي بحاجة إلى استحداث تصاميم هواتف جديدة باستمرار للإبقاء على هوامشها الربحيّة.
باتت «شيومي» على وشك تحقيق هدفها ببيع 60 مليون هاتف في العام 2014، باعتماد نموذج أعمال مناسب للاتساع إلى اقتصاديات دول نامية أخرى.
ومع ابتعاد شركة «شيومي» عن النَسخ والتقليد، تفرض تحدّياً صعباً على كبار منتجي الهواتف الذكيّة. ومع اتّساع نطاق الشركة، عبر تسويق منتجاتها للطبقة المتوسّطة الناشئة، ستنجح هذه الشركة المنافسة، التي أحدثت خللاً في روتين السوق، في تغيير طريقة عمل القطاع.