يسرد فيلم «Birdman» قصة تدور حول رجل يبلغ من العمر 50 عاماً، ويطمح في تحقيق تاريخ إنجازاته السباقة في السينما عن طريق المسرح، يقدم الفيلم بثبات مُلفت دراسة نفسية مُلهمة لنجوم هوليود المنسيين والذين يعملون في مسارح متوسطة إلى صغيرة في برودواي، نيويورك.
يعاني بطل الفيلم في إحباطات عديدة تتمحور حول شكوك البعض في نجاح مسرحيته الجديدة، علاقته المتوترة مع ابنته، والأهم هو صراعه السيكولوجي المستميت مع خيال يطارده وساوس تداهمه كل ما اقتراب موعد عرض مسرحيته المُنتظرة.
بذكاء وعمق شديدين يقدم سيناريو الفيلم صعوداً قوياً في نفسية البطل عندما يقدمون عدة عقبات أمامه قد تهدد نجاح مسرحيته والتي يعمل عليها كممثل، كاتب، ومخرج. الصراع الدائم بينه وبين أحد النقاد المشاهير في نيويورك أحدث للفيلم قيمة على مستوى بناء الشخصيات، العلاقة غير الودية بينه وبين أحد النجوم في مسرحيته، أعطت للفيلم قوة ثلاثية الأبعاد في القراءة النفسية للشخصيات، بالإضافة إلى أخطائه المتعددة، وتخبطاته غير المحمودة النتائج تجعلنا جميعاً نترقب كيف سيكون مستوى أداء مسرحيته في الثلث الأخير من الفيلم.
للمخرج آليخاندوا غونزاليس تاريخ جيد مع سينما المولدراما، كيف لا وهو من أسس تراجيديا درامية دامية ومبكية وفي نفس الوقت، حافظت على أصالتها السينمائية في فيلم «21 جرام»، مع تمكنه الشديد في خلق ثلاثة عوالم كلّ منها يمتلك تراجيديا خاصة به في فيلمه الناجح «بابل»، وهاهو هذا العام يقدم لنا دراما من أفضل ما قدمته السينما الأمريكية هذا العام.
يثبت تألق هذا المخرج المكسيكي على الصعود اللافت للجيل صناع الأفلام المكسيكيين في هوليود، مثل ألفونسوا كورون وغيريمرو ديل تورو، مع مخرجنا المتألق آليخاندوا عونساليس، والذي قدم هذا العام بالإضافة لنجاحه الواضح في توجيه المخرجين وكتابة نص رائع، على تقديم نموذج إخراجي وتصويري فيه من التحدي الشيء الكثير خصوصاً لمخرجين الولايات المتحدة والتي طغى عليهم الدلال والكسل في ابتكار أساليب إخراجية لافتة.
بسهولة ومن دون أدنى شك، سيكتسح الفيلم جوائز العام الخاصة بأفضل ممثل رئيسي وأفضل تصوير وأفضل مخرج «والجائزة الأخيرة لست متأكداً منها بنسبة كبيرة»، حيث يبدو أن المخرج سيجد منافسة حادة من أنجلينا جولي، وريتشارد لنكايتر، والفيلم متميز ومن أفضل أفلام العام.