بدت مشاعر الفرح على ضيوف الرحمن زوار المدينة المنورة، وهم يتسلمون هدية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -, لدى مغادرتهم المدينة المنورة عبر مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي، وذلك بعد أن سهّل الله عليهم أداء فريضة الحج وزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه والسلام على رسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما, إلى جانب زيارة أبرز المعالم التاريخية والأثرية التي تزخر بها طيبة الطيبة.. سائلين المولى جلت قدرته أن يوفق المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن يحفظهم ويجزيهم خير الجزاء.
وأوضح أمين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الدكتور محمد بن سالم شديد العوفي أن المجمع يواصل سنوياً المشاركة في استقبال الحجاج لدى قدومهم في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي وتوزيع مطبوعات المناسك عليهم، وتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين على كل حاج عند مغادرته منافذ المملكة، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بتقديم نسخة من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينـة المنورة هدية لكل ضيف من ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام.
وأفاد العوفي أن حجم الهدية يزداد سنوياً مع زيادة الحجاج، حيث زاد عدد النسخ الموزعة على الحجاج حتى عام 1434 / 1435 هـ, على 37 مليون نسخة منها أكثر من 29 مليون نسخة من المصاحف، وأكثر من 5 ملايين نسخة من الترجمات، وأكثر من 400 ألف نسخة من الأجزاء، وأكثر من 3 آلاف نسخة من التسجيلات. أما من حيث التوزيع فتم توزيع ما يقارب 20 مليون نسخة في منفذي مطار الملك عبد العزيز الدولي وميناء جدة الإسلامي، وأكثر من4.700.000 نسخة في منفذ مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، والباقي في المنافذ الأخرى, مشيراً إلى أن المجمع يستشعر أهمية توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين للحجاج، فيبذل سنوياً قصارى جهده في هذا المجال ويقوم بالاجتماع مع القائمين بتوزيع الهيئة ويدربهم على أعمالهم، وحسن تعاملهم مع الحجاج كما يتكفل بصرف مكافآت العاملين في توزيع المناسك لدى قدوم الحجاج، وتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من المصاحف والترجمات لدى مغادرتهم، ويكوّن المجمع اللجان العاملة في المطار لتغطية احتياجات التوزيع على مدار الساعة.
وجاء إنشاء مجمع الملك فهد بالمدينة النبوية في ظل ازدياد حاجة العالم الإسلامي إلى المصحف الشريف، وترجمة معانيه إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون، والعناية بمختلف علومه، كذلك خدمة السنة والسيرة النبوية المطهرة, واضطلاعاً من المملكة بدورها الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين، واستشعاراً من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - بأهمية خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال جهاز متخصص ومتفرغ لذلك العمل الجليل، حيث تم وضع حجر الأساس لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في السادس عشر من محرم سنة 1403 هـ(1982م), وتم افتتاحه في السادس من صفر سنة 1405هـ (1984م).
ويُعَدُّ إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة من أجلّ صور العناية بالقرآن الكريم حفظاً، وطباعةً، وتوزيعاً على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وينظر المسلمون إلى المجمع على أنه من أبرز الصور المشرقة والمشرّفة الدّالة على تمسك المملكة العربية السعودية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.. ووفّق الله المملكة العربية السعودية لإقامة هذا المشروع الإسلامي الضخم الذي يحظى بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -.
ويهدف المجمع إلى طباعة المصحف الشريف بالروايات كافة وتسجيل تلاوة القرآن الكريم بالقراءات كافة وترجمة معانيه وتفسيره إلى أهم اللغات وأوسعها انتشاراً والعناية بعلوم القرآن الكريم، وتحقيق نفائس المصنفات التي تخدم هذه العلوم والعناية بالسنّة والسيرة النبوية والعناية بالبحوث والدراسات الإسلامية المتعلقة بالقرآن الكريم، والسنّة النبوية المطهرة والوفاء باحتياجات المسلمين في داخل المملكة وخارجها من إصدارات المجمع المختلفة ونشر إصدارات المجمع على الشبكات العالمية.
ويسعى المجمع إلى تحقيق أهدافه عبر استمرار إنتاج إصدارات المجمع المطبوعة والمرتلة بمختلف الروايات وبأعلى مستويات الدقة مع ما يتطلبه ذلك من إعداد، ومراجعة علمية ومواصلة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات والاستمرار في توزيع إصدارات المجمع على المسلمين في مختلف أنحاء العالم وتقديم هدية خادم الحرمين الشريفين السنوية لحجاج بيت الله الحرام وخدمة القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة من خلال إصدارات المجمع ومواصلة إجراء الدراسات المتعلقة بأهداف المجمع ونشر إصداراته، وجهوده المختلفة على شبكة الإنترنت وتطوير أعمال المجمع بما يتناسب مع مناشطه المتعددة من خلال مراكز ولجان وإدارات المجمع المختلفة وإتاحة الفرصة للمسلمين لزيارة المجمع, وتنظيم الندوات العلمية ذات العلاقة بأهداف المجمع وتدريب الموظفين داخل المجمع وخارجه وتنظيم دورات تجويدية لحفظة كتاب الله الكريم, يُذكر أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تتولى مهمة الإشراف على المجمع.