انعكس إيجاباً قرار وزارة الثروة والأنشطة الثقافية في إيطاليا الأخير على تزايد أعداد السياح بشكل ملحوظ وإقبالهم على زيارة مختلف المتاحف البلدية. وقد تجسد هذا القرار في إحداث تغيير في تسعيرة التذاكر، وذلك من خلال جعلها مجانية أول أحد من كل شهر، وتمديد مواقيت الفتح والغلق إلى ساعات متأخرة من الليل، زيادة إلى ذلك فقد نصّ القرار على إبقاء المتاحف مفتوحة مجاناً ليلاً وإلى غاية الصباح مرتين في السنة.
وقد أشار وزير الثقافة السيد داريو فرانشيسكيني أن هذا القرار، الذي تزامن مع صائفة 2014، من شأنه أن يحدث تغييرات جذرية في تعامل الوزارة مع السياح. فهذا المسار الجديد الذي اتخذته الوزارة حسب ما أخبرنا، من شأنه أن يحدث تغييراً في طريقة تسيير المتاحف والأماكن الأثرية وزيادة قدوم السياح بشكل كبير، حيث اعتبرها على ما يذكر نقلة نوعية وخطوة لفتح الأبواب أمام من يريدون زيارة هذه الأماكن المهمة والأثرية، وجعلها قريبة إلى الزائرين من سائر الأعمار. إذ أعفى القرار الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 من دفع معاليم التذاكر وذلك من أجل تحفيزهم على الزيارة، وبهدف الحفاظ على بث روح الوعي بتراث الحضارة الرومانية وتقريبها منهم، كما أكّدته لنا مسؤولة في الوزارة مكلّفة بالآثار والسياحة السيدة جوفانا سبوزيتو، مضيفة: تم انتهاج هذه السياسة الجديدة ضمن قرار أوروبي موحّد اتبعته أغلب وزارات الثقافة والآثار.
وقد تكثّف إقبال السياح الأجانب والزوار الإيطاليين بعد تطبيق هذا القرار بشكل ملحوظ، وذلك من خلال الأرقام التي زوّدتنا بها الوزارة، فقد كانت نسبة السياح والزائرين الأكبر في مدينة روما وإقليم لاتسيو مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، ومثلا سجل مقدم السياح إلى المسرح الروماني زيادة بنسبة 16 بالمئة، حيث بلغ عدد الزوار 94 ألف زائر. وبلغت أعداد الزائرين إلى حمامات كاراكالا التاريخية عشرة آلاف زائر بزيادة 24 بالمئة.
والجدير بالذكر أن مدينة تيفولي القريبة من روما والمعروفة بالمعلم التاريخي «دار أدريانو» قد سجلت زيادة في أعداد السياح بنسبة ثلاثين بالمئة، أي بما يعادل خمسة آلاف زائر.
أدى هذا النظام الجديد والمتبع من قبل وزارة الثروة والأنشطة الثقافية إلى زيادة أعداد الزائرين الذي بلغ ثلاث مئة ألف زائر، وبلغ عدد الذين أعفوا من دفع معاليم التذكرة مئة وعشرين ألف شخص.
وفي زيارة لنا لأحد المتاحف الشهيرة في روما، متحف فيتوريانو بساحة فينيسيا، أخبرتنا فالنتينا، وهي موظفة، أن عدد الزوار تزايد بشكل مكثف بمجرد تطبيق القرار الجديد حول مجانية المتاحف في بعض الأوقات. كما كان لنا لقاء مع أحد مسؤولي «متحف روما» السيد فرناردو دي ماريا قائلاً: إن شدة القيظ خلال الصائفة الماضية لم تمنع السياح والزائرين من زيارة هذا المعلم التاريخي الروماني، حيث لاحظنا تضاعفاً في أعداد الوافدين، وأضاف قائلاً: لفت انتباهنا قدوم شريحة من الشباب الإيطاليين ممن فضلوا البقاء صيفاً في روما مغتنمين فرصة تخفيض تسعيرة التذاكر ومجانيتها للتردد على المتحف.
في حين أبدى لنا جمع من الزائرين الذين تتراوح أعمارهم بين ستين سنة وتسعين سنة، ممن صادفناهم، تذمراً من القرارات الجديدة التي ألغت مجانية الدخول لشريحتهم. وأخبرتنا لويزا البالغة من العمر 66 عاماً، أنها كانت تزور العديد من المتاحف رفقة زوجها لأنها كانت مجانية، أما الآن فقد أتت إلى هذا المتحف مع حفيدها، بما أنه لا يدفع ثمن التذكرة، وستكتفي هي بدفع تذكرتها.
من جانب آخر اعتبر الكثير من الطلاب الذين قابلناهم القرار الجديد الذي اتخذه الوزير داريو فرانشيسكيني إنصافاً في حقهم واستثماراً في الشريحة الأهم في المجتمع.