كثفت التيارات السياسية من تحركات مترشحيها في الجهات الداخلية حيث يوجد أكبر عدد من الناخبين، فيما لا حظ المتتبعون للشان المحلي أن لغة الحوار غير المباشر بين اكبر متنافسين حزبيين في تونس، حركة النهضة وحزب نداء تونس قد تغيرت مائة بالبمائة . فبعد أن كان زعيما الحركتين الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي يتبادلان التهم والشتائم المغلفة، انبرى قياديو الحركتين يبدون استعدادا مبطنا مرة ومفضوحا مرات أخرى لإنتظار نتائج صندوق الإقتراع لإتخاذ قرارات التحالف..من ذلك ان السبسي لم يتوان في التصريح بأنه لن يحكطم بالنوايا على تأكيدات الشيخ الغنوشي بان النهضة تطورات واصبحت أكثر انفتاحا، مضيفا بأن «الغنوشي انسان مسؤول ورجل سياسة وتجمعهما علاقة احترام متبادل.».
وفي المقابل، كثف لطفي زيتون المستشار السياسي الشرس للغنوشي، من توجيه رسائل استلطاف للسبسي وجماعته بالتوازي مع اطلاقه رسائل غير واضحة في اتجاه الرئيس المنصف المرزوقي.
وكان قد أغلق ملف العملية الأمنية التي شهدها أحد الأحياء الشعبية بأحواز العاصمة تونس، بعد ان داهمت الوحدات الأمنية المختصة المنزل الذي كانت مجموعة ارهابية متحصنة داخلها رفقة عدد من الأطفال والنساء. وقالت اخبار مؤكدة انه تم قتل النساء فيما جرح أحد الأطفال وتم القاء القبض على أحد العناصر الإرهابية التي كانت تبادلت اطلاق النار على مدى أكثر من 24 ساعة مع قوات الأمن المحاصرة للمنزل منذ فجر يوم اول أمس الخميس.
وقبل إنتهاء العملية الأمنية انعقدت خلية الأزمة بمقر الحكومة بالقصبة حيث قررت غلق المعبرين الحدوديين راس جدير والذهيبة انطلاقا من امس والى غاية يوم الأحد26 أكتوبر الجاري باستثناء عبور البعثات الديبلوماسيّة والحالات الاستثنائيّة والمستعجلة مع فتح المجال أمام المغادرين من تونس في اتجاه ليبيا.
كما تقرر خلال نفس الإجتماع مواصلة أخذ المزيد من الاحتياطات الأمنيّة في إطارالمنظومة التي تمّ إقرارها والتي يتمّ تطبيقها بنسق تصاعدي مع دعوة الناخبين إلى الاقبال على التصويت بكثافة يوم غد الأحد المقبل لإختيار ممثلي الشعب في البرلمان الجديد. وكان التونسيون المقيمون باستراليا أول المقترعين كامل يوم الخميس فيما توجه المقيمون بالدول الأوروبية والعربية يوم امس الى مراكز الإقتراع ليدلوا بأصواتهم في الإنتخابات التشريعية حيث يبلغ عدد الناخبين من مهاجرينا بالخارج 359.530 ناخبا موزعين على 368 مكتب اقتراع بين مختلف الدول العربية والغربية.
وكانت مصادر اعلامية اوضحت ان العملية الإنتخابية بالخارج تختلف عن العملية داخل تونس على جميع المستويات اللوجستية والأمنية والسياسية باعتبارها خاضعة لقانون 36 بلدا مستضيفا للجالية التونسية في المهجر التي ستختار من 97 قائمة 18 نائبا للبرلمان الجديد.
والجدير بالملاحظة، انه وعلى عكس ما كان يخشاه رجالات السياسة، فإن العملية الإرهابية باحدى ضواحي العاصمة والثانية بمدينة قبلي الجنوبية والثالثة باحدى مدن محافظة الكاف التي وقعت بفارق سويعات قليلة فيما بينها والتي ادت في مجملها الى اغتيال عون أمن ومدني يعمل حارسا باحدى المؤسسات الى جانب جرح ما لا يقل عن 6 أعوان من القوات الأمنية، كل هذه العمليات لم تؤثر على عزم الناخبين ولم تثنهم عن قرارهم بالمشاركة في التصويت يوم غد.