قرأت مقالة الأستاذ الكاتب محمد آل الشيخ في زاويته «شيء من» بعدد (الجزيرة) ليوم الأحد الموافق 25-12-1435هـ بعنوان: جامعاتنا وجامعاتهم والتقدّم والتخلّف ودائماً الأستاذ محمد آل الشيخ يحمل الهم الوطني والتنموي في كل كتاباته وهو من الأقلام المخلصة لخدمة الدين والوطن وليس هدفه تصيّد الأخطاء أو النقد إنما هدفه التطوير والعمل على تطوير مرافق الخدمات والقفز بالوطن إلى مصاف الدول المتقدّمة.
أعود لموضوعه الذي تطرق له في زاويته وهو الحديث عن مستوى أداء جامعاتنا في مجال البحث العلمي وخاصة فيما يخصنا في أمور التنمية مثل مشكلة المياه والكهرباء وتفشي الأمراض وانعكاس ذلك علينا مستقبلاً، وأشار إلى أن أعرق جامعة لدينا هي جامعة الملك سعود والتي مضى على إنشائها أكثر من نصف قرن ويبدو لي وأنا لست متخصصاً في البحث العلمي أنها كانت قبل سنوات ناشطة بعض الشيء في البحث لكنها توارت خلال هذا العقد عن البحث وأي نشاط آخر يهم التنمية وبعدت عن الأنظار وحتى في الإدارة ظل معهد الإدارة العامة هو الملهم الوحيد للإدارة والتنظيم الإداري دون مشاركة وكان عليها بحكم عراقتها ووجودها في العاصمة وهي مولودة قبل وزارة التعليم العالي التي كان يجب عليها رسم إستراتيجيات واضحة ومتطورة لكافة جامعاتنا لخدمة المجتمع ومنها البحث العلمي والبحث العلمي في اعتقادي أنه يفترض أن لكل جامعة ما يناسبها وتستطيع المساهمة فيه بما يوفره المكان والنشاط السكاني والمستوى الثقافي لكل منطقة.
أعود لجامعتنا الأم الملك سعود، حيث كان من الواجب عليها الاضطلاع وبوقت مبكر بإعداد الدراسات والبحوث حول الإسكان ورسم إستراتيجيته وكذلك بحوث متنوّعة في البطالة والتعليم والميول الفكري الذي ساهم في نمو الفكر المتطرف والإرهاب وهذا بالذات من صلب اهتمام الجامعة لكونه يتعلق بالثقافة والوعي والفكر والاتجاهات الفكرية السليمة لحياة المجتمع، أضف لذلك أبحاث المياه والطاقة والكهرباء وتفشي الأمراض والسمنة والضغط والسكر في مجتمعنا وهو مجتمع غني وغذاؤه سليم مما جعل وزارة الصحة تتخبط ولا تعرف الأسباب وتجعل مجهوداتها محصورة في إنشاء المستشفيات بينما لو أن مراكز البحوث في الجامعات ساعدتها في معرفة الأسباب واقتراح الحلول لاستطاعت الوزارة مجابهة المشكلة ووضع الحلول المناسبة.
وختاماً أعتقد أن دور الجامعات مهم للغاية في نمو وتطور الشعوب والبلدان ولذا يجب على وزارة التعليم العالي تفعيل دور البحث العلمي في الجامعات والتركيز على ما يهم مشاكل التنمية والإنسان لرفع مستواه لكي يواكب التنمية وليس التنمية فحسب وأن توكل إدارة الجامعات لكوادر ملهمة وديناميكية وتكون إداراتها على شكل مجموعات ومجالس إدارة ولا ينفرد بإدارتها شخص وحده لأن ذلك سيعطيها الحيوية والمشاركة في التنمية الوطنية بدلاً من أن نرى جامعاتنا وخاصة الوليدة عبارة عن مدارس كبيرة بحجم الكليات.