استوقفني خبر جميل لأحد أبناء مدينة المزاحمية في المملكة العربية السعودية والذي كان مبتعثاً في الخارج للدراسة والذي أسلمت على يده عجوز أمريكية قد سكن عندها أثناء دراسته.
نعم، هنا نقف تحية تقدير واحترام لذلك الشخص الذي جسد دين الإسلام بصورته الجميلة مما جعل تلك السيدة والكبيرة في السن تعلن إسلامها وأنتم تعلمون أن الشخص الكبير في السن عادةً ما يكون من الصعوبة أن يقتنع أو يترك ديانته وينساق وراء شخص وديانة أخرى، إلا أن ذلك الشخص بذل جهداً كبيراً لإظهار جماليات الدين الإسلامي بتصرفاته (قولا وفعلا).
في السفر والابتعاث للخارج فوائد عظيمة لمن وضع في أولوياته الاستفادة فهي تصقل الشخصية وترتب أبجديات التفكير.
قد يعيش شخص سنوات في مجتمع دون أن يتعلم شيئاً جديداً بينما شخص مغترب لعام واحد فقط يتعلم الكثير ويستوعب الكثير بل أن الطالب المغترب يكون أكثر اعتماداً على النفس وبناء شخصية عصامية وواثقة وذات مرونة ومتفهمة.
الابتعاث أكثر من أنه دراسة هي رسالة لعالم آخر يجب على كل مبتعث أن يؤديها بأمانة بأخلاقيات عالية وتجسيد للمسلم من ذكر أو أنثى بكل تفاصيل حياته.
لم يكن من السهولة على هذا المبتعث السعودي إسلام تلك المرأة الإمريكية الكبيرة في السن على يده أجزم أنها وجدت في يوميات ذلك الرجل ما لا يقاوم لاعتناق دين يعتبر غريباً عليها، دين وجدت فيه الأمان وتنفست من خلاله الصعداء.
إعتناق الإسلام لم يعد مقتصراً على فئات معينة بل أصبح يتغلغل داخل أوساط المجتمعات الغربية بكل الفئات العمرية والثقافية.
لأن الدين يشكل جزءًا هاماً في حياة الإنسان؛ فهناك احتياجات روحية وفكرية لايمكن إشباعها إلا من خلال الدين.
وكل من اعتنق الإسلام وجد واحة من الأمان الفكري والعقائدي.
لذا كان الابتعاث الخارجي رسالة ومسؤولية من خلال عقول مبتعثة تُسهم في إعطاء صورة حقيقية عن الإسلام. والمبتعثون دُعاة بأخلاقهم وعلمهم.