مُديرات المدارس الحكومية والعزوف عن العمل

عزَفَ عن يعزُف ويَعزِف، عَزْفًا وعُزوفًا، فهو عازف وعَزوف، والمفعول معزوف عنه عَزَف عن العمل انصرف عنه وزَهِدَ به وهذا ما يلاحظه الكثير من عزوف نسائنا وفتياتنا وبناتنا وأخواتنا من مهمة وظيفة مديرة، وفي كافة المراحل التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم. السؤال الذي يطرح نفسه، ما هي المسئوليات الملقاة على كاهل المديرة؟ المسئوليات كثيرة ومتنوعة ومنها: مسئوليات تربوية، مسؤوليات تعليمية، مسؤوليات الاداريات، مسؤوليات الصيانة والنظافة وتوفر الماء. وتحت كل عنوان قائمة من المسؤوليات. إضافة إلى تحميل مديرة المدرسة مسؤولية متابعة تأمين احتياجات المدرسة شخصياً، وكثرة الضغوط التي تمارس على مديرة المدرسة من قبل المسؤولين والمجتمع المحلي، وتحميل مديرة المدرسة أخطاء غيرها. ولا أنسى مكالمات إجازة آخر الأسبوع من قِبل شركات الصيانة والنظافة.

المديرون التنفيذيون في البنوك والشركات العملاقة يحصلون على رواتب فلكية مقابل تحمل المسئولية، فماذا تحصل المديرة عن سواها من المعلمات كميزة في الراتب. ببساطة لا شيء فراتبها يوازي وربما أقل من راتب المعلمة. الراتب يقيم حسب المسؤوليات والواجبات. نقرأ بين الحين والآخر هناك حوافز مالية تحت مسمى (بدل إدارة) تصرف شهريا، وسيتقاضى مدير ومديرة المدرسة مبلغ 2700 ريال بينما يتقاضى وكيل ومساعدة المدرسة مبلغ 1800 ريال. لماذا بدل إدارة؟ لماذا لا يكون ضمن الراتب الأساسي. جميع البدلات تطير في الهواء حين تحال المديرة للتقاعد. هل هذا ما توصلت إليه اللجان بدل إدارة. وهل هذه الأرقام مغرية. إنها بدلات متدنية لا توازي المسؤولية. وزارة التربية والتعليم واللجان المنبثقة لهذا الشأن وكم كنت أتمنى أن أكون أحد أعضائها لكي أقترح سلم رواتب جديد للمديرات بدلاً من (بدل إدارة). هذا السلم سوف يكون دافعاً قوياً لقتل العزوف عن وظيفة مديرة. المديرة تستحق أن ترتاح في وظيفتها لكي تنتج وتعيش بيئة مميزة تؤهلها لمتابعة حركة التعليم والتربية. صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم سوف يكون سعيداً ومسروراً حين تقترح عليه اللجنة هذا الخيار، الذي سوف يميز المديرة عن المعلمة بسلم رواتب مغر مجز، وليس بدل إدارة. أتمني ألا أكون قد بالغت في توقعاتي لكنني أطمح لتحقيق ذلك، سلم الرواتب وليس بدل ادارة هو ما تريده المديرة. وفي نفس الوقت ما يريده المدير.

رؤية وزارة التربية والتعليم هي (طالب يحقق أعلى إمكانياته، ذو شخصية تكاملية، مشارك في تنمية مجتمعه، ومنتمٍ لدينه ووطنه، من خلال نظام تعليمي عالي الجودة). هذه الرؤية شاملة للطالب والطالبة. مرة أخرى أود اقتراح تنظيم حوار وطني حول المديرة وفي كافة مناطق المملكة، وفي النهاية يكون هناك********** ورقة كاملة تتضمن ماذا تريد المديرة من الوزارة. أهل مكة أدرى بشعابها والمديرة تعرف ماذا تريد؟ هذه خطوةكبيرة في إعطاء المديرة الميزة عن المعلمة.

أخيراً كيف نُمكن المديرة من أداء مسؤولياتها، هذه بعض النقاط، الدعم المادي والمعنوي للمدرسة فليس من المقبول أن تتأخر الميزانية التشغيلية عن بداية العام الدراسي، جعل مديرة المدرسة تتصرف بحرية وفق توجهات الوزارة، عقود صيانة ونظافة ملتزمة. شعورها بالراحة وأداء واجباتها وتحمل مسؤوليتها والتفاعل مع العملية التربوية والتعليمية عن تحقيق وتنفيذ سلم رواتب المديرات. اقتبس ستيفن كوفي: «القيادة الفاعلة هي وضع الشيء الأهم أولاً، والإدارة الفاعلة هي النظام والتنفيذ»