قلت : مجردُ حفيفُ الشجرةِ يحرضُ في الصدر سربَ اليمام...!!
قالت عذاء الحارثي : ليس حفيف الشجر «فقط» ..بل حتى صوت المطر ،وعزف الكلمات ينسج خيالا يحررنا من الواقع..
فقلت : كل الأيدي الرحيمة تحررنا يا عذاء..، خرير الماء،.. لمحات الطيوف،.. القصيدة النبضة..، القطة الأليفة..، الصوت الغائب..، والكلمة يعرفها القلب حين تمر..!!
قالت أمنية : تكسرت أغصان الشجر، ومازالت أسرابنا تهاجر، ومهما هاجرت، لابد لهامن عودة، أما أنا فما زلت أهجر أسرابا تلو أخرى بلا عودة..
فقلت : لله ما أعظم الكلمة حين ترتب لنا خطذَ تأويل..، وترسم لنا طريق تفسير..،
وتطلق ما فينا من مكنون...!!
قالت أم نادر : أما سرب الحمام لديَّ منه ماشُلَّت حركته في القفص..، ومنه ما شاخ فلا هاجر ولا رقص..
فقلت : لعله بقي وفاءً حتى شاخ..، ما رحل تعطُفا من غربتك... ودرءا لوحدتك..، وهو ذا يحرضك تأسِّيا على الإنسان لا يشيخ...،.. ويهاجر..،!!
فحرريه من القفص..!!
: عادت تقول أم نادر : كيف أحرره وقد هاجرت اليمام أسرابا متتالية منذ الأزل...؟!
لقد فات الأوان أخيتي..!
فقلت : تبقى الأوبة طيفا يعبر، شذى يطوف...ثمة عزف خفي لا يغادر، يبلسم دوما حين يولج مفتاح الذكرى فينهمر النهر..!!
: وعادت تقول أمنية : عظيم هو المكنون ، ورقص حروفك يرسم الكلمات بخطواته، أشعر بنبض قلبي كلما تابعت لك رقصة، فيبث ماكان فيه مكتوما.....!
قلت : اللوحة تفتح ذراعي فضاءها..
ننهل من المخيلة ونمزج بالمكنون..
تلك سمات نهتبل من عبقريتها فينا ما يواسينا..،
هي هبات رحيمة من لدن رحيم...
عبارة ... وانهمر المكنون..
فبعض الذي نقوله في ثوانٍ... يحرك في الآخرين حصاد زمن..
ما أن تُستلهم ثوانيه ثانيةً..، ثانية..،
يتبدى المكنون..ويفيض إناؤه..!!