أجمع عدد من الباحثين المشاركين في ندوة: (طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول) التي يعتزم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة تنظيمها خلال شهر صفر القادم على أهمية الدور العلمي الذي يقوم به المجمع في إطار رسالته القرآنية.. ومن ذلك تنظيم الملتقيات والندوات العلمية المتخصصة الدولية التي تستهدف خدمة القرآن الكريم، وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - . واتفقوا في تصريحات لهم بمناسبة الندوة التي ستعقد خلال المدة من : (3-5-2-1436ھ ، المقابل 25-27-11-2014م ) على الأثر الكبير والنتائج الإيجابية لتنظيم المجمع للندوات والملتقيات العلمية في الحفاظ على التراث الإسلامي ونشره بمناقشة أفكار العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
ريادة وقيادة
يرى الدكتور عمرو جمعة أستاذ النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة أن تنظيم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف للندوات والملتقيات والمؤتمرات العلمية الدولية والمحلية المتخصصة في طباعة المصحف ونشره والتي نظمها المجمع خلال السنوات الماضية، وتلك القادمة يأتي امتداداً لرسالة المجمع تجاه كتاب الله الكريم، وسنة رسوله، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام. وأردف يقول: أن اجتماع علماء المسلمين في علوم القرآن الكريم والسنة النبوية بشكل دوري لمناقشة قضايا هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل وعلوم السنة النبوية المشرفة لهو حج أكبر لعلماء المسلمين تصديقا منهم لقوله تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر، وتفعيل لدورهم الأكبر في وراثة علوم الأنبياء. وإن اضطلاع المجمع بتنظيم هذه الملتقيات والمؤتمرات والندوات ليؤكد على الدور الريادي والقيادي للمجمع في هذا المجال ولاسيما في ظل استفادة الأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من خبرتها في تنظيم عدة ندوات دولية متخصصة في سنوات مضت.
حسن الاختيار
أما الدكتور أحمد خالد شكري عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية فيقول: إن تنظيم المؤتمرات والملتقيات العلمية ينضوي على كثير من الفوائد، ويأتي في مقدمة الجهات التي تحرص على عقد الندوات والملتقيات العلمية المتخصصة في القرآن الكريم بشكل دوري مجمع الملك فهد لطباعة ونشر المصحف الشريف، ويلحظ حسن اختيار الموضوعات التي تقدم وجودة ما يقدم، ومشاركة نخبة من أهل العلم والفضل والتخصص، ويلحظ أن ما يصدر عن هذه اللقاءات من توصيات تجد طريقها إلى العمل والتطبيق، كما أن اللقاءات التي يعقدها المجمع تحظى بمتابعة من المهتمين والإعلاميين بما يؤكد جميع ما سبق من أهمية الموضوعات ومستوى المشاركة ومكانة الجهة المنظمة.
تبادل الخبرات
ويؤكد الدكتور مصطفى جاد الحق محمد مصطفى أستاذ العلوم الحاسب في كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع في مصر على أهمية الندوات المتخصصة التي يعقدها المجمع وأثرها العظيم في الحفاظ على التراث الإسلامي ونشره بمناقشة أفكار العلماء والمفكرين من أنحاء العالم الإسلامي وتبادل خبراتهم وذلك من خلال اللقاءات العلمية والمحاضرات التي تعقد بالندوات والمؤتمرات التي يعقدها المجمع. مقترحاً أن تعقد هذه الندوات كل عامين أو ثلاث بدلا من أربع سنوات.
مناخ فكري
ويرى الدكتور أحمد السعيدي أستاذ التعليم العالي مساعد جامعة مولاي اسماعيل المغرب أن المزاوجة بين خدمة أصلي الدين الكتاب والسنة بالطباعة والنشر، وتنظيم ملتقيات علمية للباحثين فيهما أمر ذو بال، حيث يتم خلق مناخ فكري وعلمي للحوار البناء، والتبادل الثقافي المثمر بين المهتمين والباحثين.
تأثيرات إيجابية
ويبيّن الدكتور محمد مستقيم بن محمد ظريف الأستاذ المشارك والمحاضر بكلية دراسات القرآن والسنة جامعة العلوم الإسلامية الماليزية: في الحقيقة لست ممن يليق لتقويم تلك الندوات والملتقيات لأنني ما شاركت في أي منها في الماضي، ولكن مع ذلك أثق وأعتقد أنها قد أدت دورا مهما ولها تأثيرات إيجابية نظرا لأهمية المواضيع العلمية المناقشة والقضايا المعاصرة المطروحة والتي شارك فيها المتخصصون والخبراء والمهتمون بقضايا الإسلام والمسلمين.
طفرة علمية
ويقول أحمد صلاح محمد هاشم محاضر في اللسانيات الحاسوبية وعضو جماعة اللغويين العالمية وعضو جماعة هندسة اللغة ومحاضر بأكاديمية حاسوبوية: خلق الله هذه الدار الدنيا للعمل والكد والتعب، وإن إنسانًا يقف مكانه في ظل تطور الأجهزة الإلكترونية وهذه الطفرة العلمية غير المسبوقة، لهو إنسان يحكم على نفسه بالانتهاء.. لذا كان من الطبيعي على مؤسسة كبرى بحجم مجمع الملك فهد، تهتم بحال المسلمين في أقاصي الأرض وأدناها، وتسعى لنشركتاب الله وسنة رسوله بينهم، أن تسارع إلى عقد ندوات ومؤتمرات علمية، يشارك فيها متخصصون في القرآن الكريم وعلومه وكذلك السنة النبوية المطهرة .. سعيا منها لمواكبة الجديد ورغبة منها في تكليل جهدها بمواصلته في ظل النهضة العلمية غير المسبوقة.. لذا فقد حمل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على عاتقه همّ مواكبة الجديد ومماشاته، ومشاركة نتائج الندوات والأبحاث العلمية وعرضها على الجميع.
الأثر الأعظم
ويؤكد الباحث أبو طلحة محمد يونس الكشميري: أن المملكة العربية السعودية دائما ما تقف في الصف الأول في خدمة كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، دورها الريادي له الأثر الأعظم في إثراء علوم القرآن الكريم والسنة النبوية.
حوسبة النص
ويوضح الدُّكتور المُعتزّ بالله السَّعيد الأستاذ بكُلِّيَّة دار العُلُوم بجامعة القاهرة أن هذه النَّدوات والمُلتَقيَات تضعُ مُجمَّعَ الملك فهد في مُقَدِّمة المُؤسَّسات المَعنيَّة بالبحث العلميّ، من خلال ما تطرُحُه من أفكارٍ وموضوعاتٍ تخاطبُ الواقِعَ وتقنياتِهِ المُعاصرة. وتَظهرُ فائدةُ هذه النَّدوات من خلال ما يُقَدَّمُ فيها من دراساتٍ تجمعُ بينَ الأصالة والجدَّة، ويتمُّ اختيارُها بعنايةٍ بعدَ إخضاعِها لتحكيمٍ علميٍّ دقيق. ونحنُ نُؤَمِّلُ أن يستثمرَ المجمعُ ما يُقَدَّمُ في هذه النَّدوات في مشروعاتٍ حقيقيَّةٍ؛ ولاسيَّما فيما يتعلَّقُ بقضايا حوسبة النَّصّ القُرآنيّ ورقمنته.