أعني بالهيئة هنا هيئة الإعجاز العلمي، وهي هيئة عالمية تابعة لرابطة العالم الإسلامي لها جهود كبيرة مشكورة في هذا المجال.
سؤالي (أين الهيئة؟!) هو عن دورها في ترشيد الإعجاز العلمي وضبطه.
نعم لها دور بارز في مجال الإعجاز العلمي من حيث ما تطرحه من خلال مؤتمراتها أو ندواتها أو غير ذلك من قنواتها في موضوعات الإعجاز في مجالات عدة.
ولكن أين دورها في الضبط والترشيد والتوجيه لطائفة من الفضلاء الذين لا تنقصهم الحماسة لهذا الدين ونشره ونصره، ولا تنقصهم الرغبة في التجديد في مجال الإعجاز العلمي.
ولكن قد يحمل تفسيرهم نوعاً من التحريف ومصادمة النصوص أو بعض ما هو مجمع عليه أو نحو ذلك مما ينكره أهل العلم حين يقرؤونه أو يسمعونه.
وأنا أتكلم هنا عن الذي ينكره عامة أهل العلم المعاصرين، ولا يجدون له محملاً صحيحاً، أما ما تختلف فيه الاجتهادات فالأمر فيه أوسع.
ولعل من يقرأ مقالتي لا يخفى عليه بعض (مقاطع) تنتشر بين الناس تمثل أنموذجاً لما أشرت إليه، فتارة حديث عن أشراط الساعة بتفسيرات فلكية أو فيزيائية لا مستند لها، بل قد تنتهي إلى أن الساعة يمكن العلم بها ما دامت ضمن تغيرات فلكية محسوبة، وتارةً عن المرأة، وتارة أخرى عن الطاقة.. وغير ذلك من موضوعات تعرف منها وتنكر.
ويأتي السؤال مرةً أخرى أين دور هيئة الإعجاز العلمي في التوجيه والترشيد؟! فليس دورها فقط أن تكون حاضنة للأطروحات بل دورها أيضا -إن لم يكن الأول- الترشيد والضبط والتوجيه.
سوف يعتبر سابقة للهيئة وبادرة رائعة أن تقف بعد مشوارها الطويل في الإعجاز العلمي لتخصص بعض مؤتمراتها السنوية للمراجعة والتقييم.