القاصة آمال الشاذلي تقول في قصة (ضجيج الصمت).. منذ ثلاثين عاماً.. ربما أكثر.. لم ينقطع خلالها يوماً واحداً عن عمله.. حتى في أيام الأعياد والمواسم.. يتوسط مكتبه الذي يعلوه الصدأ من جميع زواياه.. تأخذ عيناه تجوبان الحجرة جيئة وذهاباً كأنه يتسم على شروخ الجدران. يهب واقفاً.. يلتقط مفتاحاً صغيراً يديره داخل فتحة أصغر في ضلفة دولاب خشبي باهت اللون يتخذ من إحدى زوايا الغرفة مكانه.
يده تعرف طريقها جيداً داخل الدولاب دون أن ينظر.. ما عليه إلا التقاط هذا النموذج أو ذاك دون إنفعال أو مشاركة.. فلقد ألف الأحزان والأفراح كما ألف شروق الشمس وغروبها.