أكد المهندس أحمد الجزار الرئيس التنفيذي لـ» بوينج» على اطلاع الشركة بمسؤوليتها المجتمعية بوصفها إحدى القيم الأساسية التي تتمسك بها بوينج على مستوى العالم، مؤكداً على العلاقة الوثيقة التي تربط الشركة منذ عهد الملك عبد العزيز هذا وغيره في هذا الحوار الذي تناول عدداً من قضايا الطيران..
* ما العلاقة التي تربط بوينج بالمملكة ؟
علاقة بوينج بالمملكة علاقة تاريخية مع المملكة بدأت عام1945م عندما قدم الرئيس الأميركي فرانكلين روزفيلت طائرة من طراز «دي سي-3» (DC-3) إلى جلالة الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه-. وقد شكلت هذه الهدية بداية علاقة بوينج بالمملكة وبداية الطيران المدني فيها. ومنذ ذلك الحين، تعمل بوينج على تطوير وتوسيع علاقاتها بقطاع الطيران التجاري والقوات المسلحة وأيضاً القطاع الخاص.
* سمعنا عن دخول شركات جديدة في سوق الطيران السعودي، كيف سينعكس ذلك على حركة الطيران في المملكة؟
إن دخول شركات طيران جديدة للسوق المحلية سيساهم في انتعاش القطاع السياحي، والنمو الاقتصادي للمملكة، حيث إن السوق المحلية تحتاج إلى مزيد من المشغلين، عطفاً على المؤشرات الإيجابية في النمو الكبير لقطاع الطيران والمشاريع الضخمة التي تقوم بها الحكومة من بناء مطارات وصالات جديدة.
* دعنا نتناول سوق الخليج بالأرقام ؟
منطقة الخليج والشرق الأوسط ستحتاج خلال العقدين المقبلين لنحو 2950 طائرة جديدة، أي مايعادل تقريبا 147 طائرة سنوياً، وعند حساب تلك القيم نجد أن قيمة طائرات الشرق الأوسط خلال الـ20 عاماً المقبلة تقدر بنحو 640 مليار دولار، وهناك حوالي 500 طائرة حالياً تعمل لدى الشركات المشغلة بمنطقة الشرق الأوسط، كما أن هناك 400 طائرة مطلوبة من شركة بوينج يجري العمل على تصنيعها وتسليمها للشركات.
* وماذا على مستوى العالم؟
آخر الدراسات في شركة بوينج تشير إلى أن العالم سيحتاج خلال الـ20 عاماً المقبلة أكثر من 36770 طائرة جديدة بقيمة 5.2 تريليون دولار، وجزء من تلك الطائرات سيحل مكان الأسطول القديم لدى بعض الشركات المشغلة، والآخر سيكون للتوسع في اتجاهات جديدة.
* على شق «سوق الشحن» ما هي أبرز التحديات في هذا القطاع؟
سوق الشحن عموماً في العالم يعاني هذا الأيام من ركود، ولكن كأي سوق يتبع الركود نشاط، وسوق الشحن مرتبط بالنمو الاقتصادي، وعند النظر في شركات الشحن العاملة في المنطقة نجدها تعمل وبطائرات ضخمة كشركة الشحن السعودية، وأجزم أن الركود سيستدير وينتقل إلى نمو في خلال الفترة القليلة المقبلة.
* ماذا عن جانب الوقود، في ظل الأسعار المرتفعة، وما هي أبرز خطط شركة بوينج؟
في أي مجال للأعمال التجارية، لكي يتم العمل على تحقيق أرباح يجب أن تسعى المنشأة لخفض تكاليفها التشغيلية، وعند النظر في تكلفة الوقود لشركات الطيران العامة تجد أنها تقترب من نسبة 40% من التكلفة التشغيلية لذلك أي زيادة في أسعار الوقود تؤثر مباشرة على انخفاض أرباح تلك الشركات ومعاناتها تصل إلى المسافر، لذا تركز بوينج على صناعة طائرات تستهلك وقوداً أقل، ويأتي هذا من تصميم الطائرات وشكلها ومن طريقة تشغيلها، ومنها طائرات الأسطول الجديد لبوينج 787 «دريم لاينر» والتي توفر ما بين 20 إلى 25% من استهلاك الوقود بمقارنتها بطائرات ذات أحجام مقاربة. ويجب الإشارة إلى أن توفير تخفيض استهلاك «الوقود» يساعد للحفاظ على سلامة البيئة وهذا ما تسعى الشركة لتحقيقه.
* على ذكر طائرات «دريم لاينر» متى سيتم تسليم تلك الطائرة لأسطول الخطوط الجوية العربية السعودية، وشركات منطقة الشرق الأوسط؟
خلال السنوات القليلة المقبلة، وتجدر الإشارة إلى أن لدى الخطوط الجوية العربية السعودية نوعين من طائرات بوينج الحديثة وهي من طراز بوينج 777-200 إي أر و 777-300 إي آر للمسافات الطويلة.
وشركة طيران «قطر» تسير رحلاتها منذ فترة على طائرة الدريم لاينر، وتعتبر من أوائل شركات الطيران في المنطقة التي بدأت في تشغيل الأسطول الجديد للطيران، إضافة إلى شركة الطيران الأثيوبي.
* كيف تتعامل بوينج مع شركات الطيران الاقتصادي في ظل تنامي أهميته في المنطقة؟
تنظر شركات الطيران إلى الطائرات التي تقلل من تكاليف التشغيل، إضافة إلى ثبات الطائرات على نحو عالٍ من الجودة المتقنة، وتوفير الوقود وتجهيز الطائرة بسرعة عالية لكي تستمر بالطيران دون توقف طويل في محطات التنقل، وأجزم بأن أشهر شركة عالمية اقتصادية هي شركة «ساوث ويست» للطيران في أميركا، وهي من أكثر الشركات ربحاً وتستخدم نوعاً واحد من الطائرات لكامل أسطولها وهو بوينج طراز 737، وهي الطائرة المثالية لسياستها، وعند التمعن بالشركات في منطقة الشرق الأوسط نجد أن كامل أسطول شركة «فلاي دبي» من طائرات بوينج 737، وفي معرض دبي وقعت شركة «فلاي دبي»، صفقة شراء 111 طائرة «بوينج» شملت 100 طائرة من طراز «737 ماكس» الجديدة ، و11 طائرة «737 - 800».
* ماذا عن الدفاع والطائرات الحربية؟
لبوينج علاقة قوية بلشق الدفاعي السعودي بجميع أنواعه، وكثير من الأشخاص يجهل أن شركة بوينج تصنع طائرات الإنذار المبكر «الأواكس»، وتصنع أيضاً المقاتلة «إف 15» كما أنها تصنع مروحيات «الأباتشي». والجدير ذكره أن منتجات بوينج هي العمود الفقري للقوات الجوية الملكية السعودية سواء كانت من الطائرات المقاتلة أو طائرات الإنذار المبكر ناهيك عن الأسلحة التي تستخدمها.
* شاركتم مؤخرا في معرض المسؤولية الاجتماعية الثالث بالرياض، ما مبادراتكم في هذا المجال؟
أولت شركة بوينج كل العناية والاهتمام لمشاركة المجتمع نشاطاته وفعالياته إدراكاً منها لأهمية المسؤولية الاجتماعية ودورها التنموي في المجتمع، وإيمانها بأن المسؤولية الاجتماعية جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
وأطلقت بوينج سلسلة من المبادارات وبرامج التطوير والتثقيف المستمر من خلال توفير وتنفيذ برامج متعددة تهدف إلى المشاركة في كل ما من شأنه ازدهار المملكة.
وتعد شركة بوينج عضواً فاعلاً في المجتمع السعودي، حيث تدعم عدداً من المنظمات الخيرية في المملكة. ومن بين المبادرات التي تحظى بدعم بوينج، برنامج تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، الذي يجري بحوثاً في مجال تحسين الكفاءة اللغوية بين ذوي الاحتياجات الخاصة الناطقين بالعربية، وبرنامج الكشف المبكر عن التوحد في المجتمع السعودي الذي يثقف مقدمي الرعاية على كيفية تحديد أعراض الحالة لدى الأطفال.
كما تتعاون بوينج بشكل وثيق مع مركز أمل لذوي الاحتياجات الخاصة، و جمعية الإحسان الطبية الخيرية، والمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية، وجمعية رعاية المرأة، ومركز أمل للرعاية النهارية، وجمعية النهضة النسائية الخيرية وجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لدعم مرضى الفشل الكلوي (كلانا) وجمعية سند الخيرية لدعم الأطفال المرضى المصابين بالسرطان.
وعلى صعيد التعليم تفخر الشركة بكونها عضو مؤسس لجامعة الفيصل التي تعد أول جامعة خاصة في المملكة حيث تساعد الجامعة الطلاب الحصول على المعرفة اللازمة لتولي القيادة في مجال تطبيق وإدارة التقنية،وطرحت مبادرة باسم برنامج زمالة بوينج للمملكة العربية السعودية، استضافت من خلاله عددا من طلاب جامعة الفيصل السعودية. وتم تنفيذ البرنامج في أكتوبر 2009، واشتمل على عدد من الزيارات إلى مرافق بوينج في شيكاغو وسياتل وسانت لويس والعاصمة واشنطن. والتقى الطلاب خلال الزيارات مع كبار المسؤولين التنفيذيين والمهندسين وخبراء التقنية والمهنيين في بوينج.
إن نشاطات الشركة في المجتمع عالمياً هي إحدى القيم الأساسية التي تتمسك بها شركة بوينج بقوة، حيث تعتبر المجتمع جزء لا يتجزأ من أولوياتها الأساسية ولا يقل أهمية عن خبرتنا في مجال الطيران والدفاع والتقنية الحديثة.
هل لدى شركة بوينج أي مبادرات جديدة لتدريب الشباب السعودي، لا سيما مع إبرامكم العديد من مذكرات التفاهم في المملكة؟.
تم مؤخراً توقيع اتفاقية في مدينة سانت لويس الأميركية مع الخطوط الجوية العربية السعودية، وكجزء من تلك الاتفاقية سيتم تدريب الشباب السعودي على الصيانة والتشغيل وقيادة الطائرات، الأمر الذي سيساهم في تخريج شباب سعودي مؤهل على أعلى المستويات في مجال الطيران وصيانة الطائرات.