من حيث انتهى الحج لهذا العام 1435 وقصة نجاح جديدة في ظل تحديات كبيرة انجزتها الدولة السعودية بكافة اركانها ومؤسساتها العامة، من حيث هذه النقطة التي مضت ابتدأت صفحة جديدة للإعداد لموسم جديد وتحديات جديدة، لك الله يا وطني فهو يعيش كل عام يعد ويستعد ويجهز ليخدم ضيوف الرحمن من كل مكان، جل همنا في هذا الوطن الأشم أن يأتوا بسلام ويؤدوا الفريضة الواجبة عليهم بكل راحة وأمان ليغادروا بعدها بكل سلام، هذه الملحمة الوطنية السنوية التي نعيشها في المملكة وبتوفيق الله ورعايته ومن بعد بتوجيهات قيادتنا الملهمة -حفظها الله- لها جنودها ولها قادتها ولها رجالها الذي يقمون بها وعليها، نحن نرى الحجيج يسيرون يطوفون يرجمون يضحون لكن هناك من يعمل خلف الكواليس بكل تفان وإخلاص لتكون الصورة كما نراها بهية مشرقة ولتسطر القصة بالنجاح دائماً، وكالعادة دائماً هناك من الجنود من يعمل بصمت ليكون مجهولاً، والجهل هنا ليس بمعرفته بل بسعيه لاخبار الناس عما يقوم به، جندينا المجهول اليوم الذي سنكشف الستار عنه هو وزارة الشئون البلدية والقروية، هذه الوزارة التي لو تتبعنا مسير عملها لوجدنا أنها الرفيق الدائم لكل مؤسسة من مؤسسات الدولة تعمل على أرض الواقع، وهي الحلقة التي تصل بين العديد من أمانات المدن والهيئات التطويرية المستقلة ووزارات الحج والإسكان والخدمات والنقل والعمل... إلخ، أينما كان العمل لأجل الوطن كانت وزارة الشئون البلدية والقروية.
في الحج لموسم العام 1435 ورغم أن التحدي كبير لما تشهده أرض الحرم من عمليات توسعة كبيرة وأعمال صيانة إلا أن مسار العمل لمؤسسات الدولة كان واضحا بارزاً، الكل يعمل كخلية نحل فالنجاح إما يكون شاملاً وإما لا يكون، وهنا كانت وزارة الشئون البلدية والقروية في متابعة شئون البنى التحتية والتأكد من سلامة المرافق المساندة لأعمال الحجيج، ومتابعة مخططات النظافة لاجتماع أكثر من ثلاثة ملايين إنسان كلهم كما عزموا الحضور قد عزموا الرحيل، وإقامتهم وإن كانت قصيرة إلا أنها تحمل الكثير من الانشغال في العبادة مما يجعل متابعة شئونهم ونظافة مقارهم ومساراتهم أمراً حيوياً جداً لا يمكن الإغفال عنه، وزارتنا جندينا المجهول تقوم بهذا الدور متابعة وإشراف وتنفيذ بكل صمت وتفاني.
قلت إن المجهول في الجندية هو الذي لا يخبر الناس عما يقوم به من عمل كحال وزارة الشئون البلدية والقروية، وحيث أني من أصحاب مدرسة الإفصاح والإشهار عن كل الأعمال التي تقوم بها أي مؤسسة، فإني وجدت أن وزارة الشئون البلدية والقروية تهمل هذا الجانب ليكون الصمت عنوان عملها، ولكني أخذت على عاقتي هذه المهمة نيابة عنهم وأن أسلط قليلاً من الضوء على هذه الوزارة وأعمالها في الفترات القادمة إن شاء الله، وأعلم جيداً أنني سأدخل في تحدي مع سمو الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز الذي كلنا نعلم أنه لا يحب الظهور إلا بالعمل والذي يؤكد أن نجاح أي عمل تساهم فيه وزارته هو نجاح للوطن وان لم يشار للوزارة عن مساهماتها، ولأنه الوطن أيها الدكتور العامل لخدمة وطنه وأمته فإن العصر الحديث يلزمنا أن نفصح ونشهر ونخبر الناس عما نقوم به.