كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن توجه رائد لتبني الموهوبين والموهوبات من سن مبكرة في مختلف المجالات بهدف تهيئة الأجيال الجديدة للدخول في عالم التقنية وعالم الإبداع في مختلف صوره وقال أعدكم بأننا سنأخذ بيد كل موهوب من أجل مستقبل أفضل وقال في هذا الوقت يتطلب الأمر منا أن نبادر نحو صناعة فكر منتج لأطفالنا يتفاعلون من خلاله لإنتاج إبداعات جديدة لهم بدلا من أن يكونوا ضحية لتطور تقني يحولهم إلى مستهلكين لبرامج قد تكون موجه نحو هدم خصوصيتهم الطفولية وتعاليم دينهم وتقاليدهم وأكد سموه على الأهمية الكبيرة لتنمية وتطوير مواهب الأطفال في المجال الفني والسينمائي، وتوفير البيئة والأدوات المناسبة لذلك وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، وخلق جيل مبدع وقادر على منافسة كبرى العاملين في قطاع سينما الأطفال حول العالم وكان مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل الثاني قد انطلق برعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة والشيخة جواهر عبدالله القاسمي مديرة مؤسسة فن ومديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل وسط اهتمام إعلامي دولي وعالمي ومشاركة تجارب عالمية فنية متنوعة (الجزيرة) وبعد انتهاء مراسم الحفل الافتتاحي توجهت للطفل محور المهرجان والتقت بأطفال من الإمارات وشدني اهتمامهم وتفاعلهم مع كل فقرات الاحتفال وحملني حرصي على الاستكشاف لمعرفة مدى تأثرهم السلبي أو الإيجابي مع هكذا برامج وهل بالفعل وصلت الرسالة أم كانوا جزءا من مكونات إعلامية لنجاحات حفل ففاجأني الطفل الأول بإلمامه بالعرض الذي قدمه الفنان الأمريكي براينفيرغسون حول كيفية تحويل الرسوم الأولية للرسوم المتحركة إلى رسوم متكاملة ملونة وكيف أنه حلق بالخيال باتجاه هوايته المفضلة وكيف يصبح في يوم ما أحد المبدعين في معالجة واقعه الاجتماعي عبر رسوم متحركة إبداعية فيما قال الطفل الثاني وهو كان طفلا صغيرا بجسمه كبيرا بفكره وفي عينيه لمعة ذكاء. إن أكثر ما أعجبه في الحفل عندما أكدت المخرجة الإمارتية نجلاء الشحي خلال عرض تجربتها أن العالم العربي لازال مستوردا لإبداعات وأفكار العالم وأنها تحلم في يوم يكون إبداع العالم مصدره من الإمارات بدلا من أن يأتينا إبداعهم من (دزني) بأفكاهم ورؤيتهم للحياة وقال سكنت في قلبي وفكري كلمتها وأتمنى أن أكون أداة فاعلة نحو التغيير إلى الأفضل عبر تجربتي القادمة وتجربة جيلي الطموح.
فيما التقت (الجزيرة) مع عدد من التربويين والإعلاميين الذين أكدوا أن الوقت الحالي هو وقت جيل الصورة والتقنية ولابد من اتخاذ مبادرات لحماية الأطفال ومساعدتهم نحو الدخول لعالم جديد فقال الإعلامي حسام حافظ المشرف على صفحة السينما في جريدة الجمهورية المصرية إن جيل الصورة متطور عن الجيل القديم وقال إن المبادرات النوعية مثل المبادرة التي قامت بها إمارة الشارقة تحسب لهم وللقائمين على المهرجان وتؤكد أنهم بدأوا الخطوات السليمة لمستقبل جيل قادم وقال أعجبني الحفل حينما استضاف ثلاثة من مبدعي الرسوم المتحركة وكيف كانت عروضهم رائعة وتفاعل معها الجديد لأنها كانت بأسلوب إبداعي يخاطب الأطفال وقال: حفل افتتاح وكأنه حفل افتتاح وختام معها لتميز فقراته وتكريم أصحاب الأفلام الفائزة.
وكان مهرجان الشارقة السينمائي للطفل الثاني قد انطلق بعروض إبداعية في سينما الأطفال العالمية وعروض تجارب عربية وخليجية إبداعية.
وقال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في الكلمة التي ألقاها خلال حفل الافتتاح: «أشكر سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، على ما تقوم به لدعم وتنمية الطفل الإماراتي والعربي، وعلى جهودها في هذا المهرجان المهم، كما أشكر الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، وإن شاء الله سيكون هنالك نتائج كبيرة لهذا المهرجان في القريب العاجل، ونحيي كل موهبة ونشد على أيديهم ونعدهم بأننا سنكون معهم لصقل مواهبهم والأخذ بأيديهم إلى العالمية».
وكرم صاحب السمو حاكم الشارقة خلال حفل الافتتاح الفائزين في مسابقة الأفلام التي أطلقها المهرجان للمرة الأولى هذا العام، والتي تشمل خمس فئات، حيث فاز الفيلم البلجيكي «مياه في المدينة» من إنتاج أطفال من شركة كيدزسكام استديو لأفلام الرسوم المتحركة، وتدور أحداث الفيلم حول حياة المدينة وكيف أن المياه بمثابة حلقة وصل بين الناس. بينما حصد الفيلم البرازيلي «شاحنة والدي» للمخرج موريكوأوساكي جائزة أفضل فيلم قصير، لتناوله بعض الأخلاقيات والقيم التي يتعلم منها الأطفال كيف يتعايشون خارج محيط الفصل الدراسي، أما جائزة أفضل فيلم خيال علمي فذهبت للمخرجة الروسية الكسندرا افريانوفا عن فيلمها «ظلال من الرمادي»، الذي يلخص فكرة اللقاء بعد غياب سنوات طويلة، من خلال قصة شاب وفتاة التقيا بعد 20 عاماً من مقابلتهما الأولى وهما صغيران، وحصد فيلم «أطفال الأرض» لمخرجه ديجوسارمينتوا جائزة أفضل فيلم وثائقي، وتناول الحياة اليومية لأطفال منطقة الأمازون الواقعة في أمريكا اللاتينية، وأخيراً حصل فيلم «بركة الرسم» للمخرج الإيراني مازيار ميري على جائزة أفضل فيلم قصير، وركز الفيلم على فكرة أن الحب وحده هو القادر على حل أي مشكلات يمكن أن يتعرض لها المجتمع.
من جهتها، أكدت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، أن انطلاق مهرجان الشارقة الدولي السينمائي للطفل في دورته الثانية، يشكل خطوة مهمة في مسيرة سينما الطفل العالمية، وفي المساعي لبناء التجربة السينمائية للأطفال الإماراتيين والعرب بشكل عام، والارتقاء بها إلى مستوى عالمي، يخرجها من نطاقها المحلي والعربي، ويسهم في إيصال رسالتها.
وقالت سموها: «لا يستطيع أحد إنكار الدور الذي تلعبه السينما في تشكيل وعي وخبرات الطفل، وصقل تجاربه، بحيث تفتح له الآفاق للاطلاع والتعلم وتوسيع المدارك، والانفتاح على الثقافات العالمية والاستفادة منها، لكن ذلك يتطلب التزاماً بالموروث الثقافي والاجتماعي، والتفاتاً حقيقياً إلى حاجات الطفل، بما يخرج في نهاية المطاف تجربة غنية وملتزمة».
وسيعرض خلال المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى مساء الجمعة 24 من أكتوبر الجاري، 112 فيلماً من 35 دولة تشارك في الدورة الحالية، وقد تم اختيارها من بين 144 فيلماً من 38 دولة، وتتنوع فئاتها ومواضيعها ما بين أفلام قصيرة وأفلام رسوم متحركة، وأفلام صامتة وأخرى روائية، وتستهدف هذه الأفلام فئات عمرية مختلفة، هي تحت سن سبعة أعوام، وما بين 8 و13 عاماً، وما بين 14 و18 عاماً.
وستعرض الأفلام المشاركة في مواقع عدة في إمارة الشارقة، تشمل قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، وسينما «نوفو» في مركز صحارى، إضافة إلى مدن الذيد وخورفكان ودبا الحصن وكلباء والمدام، وستعرض الأفلام في دبا الحصن وكلباء في المركز الثقافي التابع لكل مدينة، أما في المدام فستعرض الأفلام في نادي سيدات المدام.
بدورها، قالت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي مدير مؤسسة فن ومديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل: «نحن سعداء بتطور حجم المشاركة الدولية الواسعة في الدورة الثانية من المهرجان، والتي تشمل دولاً تمتلك خبرة طويلة في مجال أفلام الأطفال، ومن بينها دول أمريكا الجنوبية وقارة آسيا، ونريد من خلال هذه المشاركات أن نسهم في تعريف الأطفال بدولة الإمارات العربية المتحدة على جوانب مختلفة من حياة نظرائهم الأطفال في الدول الأخرى، وفي نفس الوقت نحفزهم ونشجعهم على القيام بمبادرة مماثلة، واتخاذ عالم السينما مجالاً للإبداع، وربما أيضاً مهنة للمستقبل».
وأشارت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي إلى أن عدد زوار المهرجان العام الماضي، بلغ حوالي عشرة آلافِ زائر، وأضافت: «نسعى هذا العام لرفع هذا العدد من خلال تشجيع مزيد من الزوار على الاستمتاع بأكثر من 100 فيلم، فضلاً عن أن الدورةَ الثانيةَ من المهرجان ستتضمن العديد من ورش العمل والأنشطة المتنوعة، ونريد أيضاً أن تكون هذه الأفلام فرصة لجمع أفراد العائلة، بما في ذلك الوالدين، لمناقشة موضوعاتها، والاستفادة من مضامينها في إثراء معرفة وخيال أبنائهم».
وتقدمت بالشكر لأصدقاء المهرجان، وقالت: «إننا لن ننسى دعمهم لنا، النابع من إيمانهم بنا وبرسالتنا عندما كنا لا نزال نتلمّس خطواتنا الأولى»، مضيفة أن الأطفال هم السبب الوحيد والمباشر لإطلاق هذا المهرجان، مشيرة إلى «إننا نتخذ الخطوات التي من شأنها دعم وتطوير مهارات الأطفال، ونَكبر عاماً بعد آخر، بخطوات مدروسة لكي يستمر هذا المهرجان طويلاً بعد أن نسلّم الرايةَ والمسؤوليةَ للأجيال القادمة».
كما توجهت الفنانة المتخصصة في عالم الأطفال الفني أمل حويجة بالشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعمه للمهرجان ولسينما الطفل العربي، كما شكرت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي ووصفتها بـ»النحلة الدؤوبة والحالمة بمشروعها الجميل»، وتوقعت أن تثمر الشجرة التي غرستها وقامت عليها، بأجيال قادمة مبدعة.
وقالت المخرجة والكاتبة والمنتجة الإماراتية نجلاء الشحي إن المهرجان يقدم فرصة فريدة لصناعة سينما الأطفال في الدولة بشكل خاص، ويشجع المواهب الشابة على البروز، ويعرض تجارب عالمية ومحلية تسهم في إثراء مسيرة سينما الطفل، وأشادت بالجهود الحثيثة لمنظمي المهرجان، لإخراجه بصورة عالمية، معربة عن أملها في أن يستمر المهرجان في التطور عاماً بعد آخر.
وشكلت مشاركة الرسام الأمريكي والفنان الذي عمل في شركة «والت ديزني» أكثر من عشرين عاماً، براين فيرغسون، إضافة نوعية إلى المهرجان، حيث أكد فيرغسون في كلمته على أهمية وجود مهرجان يكتشف ويدعم مواهب الأطفال في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي أجمع، وأثنى على الفكرة، وقال إنه سعيد للمشاركة في مهرجان متميز وفريد من نوعه في المنطقة، كونه يمنح مساحة للمبدعين من دولة الإمارات، وأقرانهم حول العالم لتبادل الخبرات وعرض التجارب، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى تطوير هذا المجال، ورفع مستواه الإبداعي والفني.
ويعتبر مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل مبادرة طموحة ويهدف إلى تعزيز فنون الإعلام الجديدة لديهم، ويشارك فيه عدد كبير من المسؤولين والشخصيات البارزة والمهتمين في هذا المجال من النقاد والمخرجين والمختصين، وتحضر فعالياته قطاعات كبيرة من الأطفال وذويهم من المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات وزوارها.