أحد الأصدقاء قرر أن يكون (رومانسياً) فسافر مع (زوجته) خارج الحدود، ولكونه (عليمي سياحة)، كان الخيار الأول عند وصوله هو (شباك السينما)!!.
كل ممنوع مرغوب، وأقرب (ممنوع) تجوز ممارسته في الخارج عند السعوديين هو مشاهدة (فيلم سينمائي)، الرجل لا يعرف في شؤون الأفلام كثيراً، ولا يفرِّق بين (الدراما والأكشن والكوميديا)، ولقلة الخبرة وعدم معرفته بفك شفرة (كراس) الأفلام المعروضة سأل (موظفة بيع التذاكر): إيش فيه فيلم كويس؟!.
الزوجة (لم تستسغ) أن يتحدث زوجها مع (امرأة أجنبية) لوحدهما - وإبليس لم يمت - وبحكم خبرتها في التعامل مع (شباك الخياطين) في شوارعنا، أقحمت رأسها، لتتفاجأ (بائعة التذاكر) أمامها برأسين (بالحلال)!! الزوج يسأل؟ والزوجة تراقب!!.
وبعد نقاش طويل للبحث عن فيلم (مناسب) يفهمه الزوجان، رشحت (البائعة) لهما (فيلماً رومانسياً مترجماً) واختارت لهما مقعدين في (أعلى الصالة)، وهي تغمز بعينها وتبتسم (للزوج) هذا مكان (واجد زين) عشان (موفز)!.
دلف (الزوجان) إلى الداخل (يتعلمان ويحاكيان) ما يفعله الآخرون، فالزوج دخل (قاعة العرض) بيده (فشار) و (مثلجات)، بينما زوجته تتبعه وهي تخشى أن تسقط فلم تتعود صعود (المدرج المظلم)!!.
تعاطي السعوديين مع (السينما) في الخارج (حالة غريبة)، المسألة لم تقتصر على (دور العرض) ونوعية الأفلام وسلوكيات المشاهدة، ولا (الأفلام المهاجرة)، الأمر الأخطر هو تجاوز ذلك ليصبح حتى (نقاش السعوديين) حول السينما السعودية، يتم في الخارج مثلما حدث هذا الأسبوع في (البحرين) بتخصيص (ورشة عمل) بعنوان (السينما السعودية بين المهرجانات والإنترنت)!.
الحالة التي تعودنا عليها هي (المشاهدة في الخارج) و (النقاش في الداخل)، فالمنع للعرض فقط، ولا يشمل (النقاش) ؟!.
من مضار النقاش في الخارج ما حدث بعد خروج (صديقي وزوجته) من قاعة العرض عندما قالت له: يا أبو محمد ما قصرت (السينما وشفناها)، متى بتعلمني (السواقة)؟!.
عندها قرر (أبو محمد) إنهاء أي سلوك (رومانسي) خارجياً، والعودة بزوجته فوراً!.
وعلى دروب الخير نلتقي.