الوفاء من السجايا الكريمة والمزايا النبيلة, تتجلّى عند مرارة الوداع والفراق فتنبض بمشاعر المحبة والاشتياق, وهذا ما ترجمه بجلاء منسوبو مدرسة داحس الابتدائية مساء أمس الأول وسط حضور لافت من المسؤولين ورجال التربية والتعليم العالي والعام, والوجهاء والكبراء والأعيان ومن أهالي محافظتي الدوادمي والقويعية والمراكز والقرى المجاورة خلال احتفال خطابي ودّعوا خلاله مدير مدرستهم الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الحصان, ذلك المربّي الاستثنائي حيث قضى كامل خدمته الوظيفية في أروقة مدرسة تلك القرية الوديعة, متزامناً إدلافه بوّابتها مع بداية نشأتها, مستلماً إدارتها في ريعان شبابه مربياً مخلصاًً وقيادياً بارعاً, وغادرها متقاعداً بعد أن أمضى (ثلث قرن) من الزمن حين ارتسمت على محيّاه ملامح تقدّمه بالعمر مسطّرة له تأسيس بنية تعليمية صلبة لدفعات متتالية من أبناء قريته وما حولها, فواصلوا تعليمهم العالي بجدارة حتى تأهّلوا للأعمال القيادية والخدمية بمختلف القطاعات الحكومية, وهذا ما أدّى إلى ذلك التدفّق الجماهيري العريض ليشاركوا في الاحتفال الكبير الذي يقدّمه الزميل الإعلامي الأستاذ عبدالعزيز الحصان, واشتملت فقراته المتنوعة على كلمات عديدة من التربويين والمهندسين والقانونيين معبّرة عن سيرة المحتفى به وكان من ضمنها كلمة ضافية لمدير تعليم القويعية الأستاذ سعد المطوع, وكذا قصائد شعرية رائعة من شعراء مبدعين نالت إعجاب الحاضرين, وكذلك كلمة وافية للمحتفى به تعاطف معها الحضور لما تضمّنته من معان مؤثرة نابضة بالصدق والشفافية, فيما كانت الفقرة الأخيرة الأطول زمناً تكريم المحتفى به حيث انهيال الهدايا والدروع وانهمار الدموع, معطية مؤشّراً صادقاً بما يحظى به ذلك المدير المخلص المخضرم من مكانة وتقدير, بعد ذلك التقطت الكثير من الصور التذكارية مع المحتفى به, فيما تناول الجميع مأدبة العشاء التي أعدّت بهذه المناسبة, مودّعين ضيف الاحتفال, ومتمنين له حياة جديدة هانئة سعيدة.