بدأت صباح أمس بمقر جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض أعمال الندوة العلمية (الدور الوقائي للإعلام الأمني)، التي ينظمها مركز الدراسات والبحوث بالجامعة في إطار برنامجه العلمي للعام 2014م، خلال الفترة من 27 ــ 29-12-1435هـ، الموافق من 21 ــ 23 -10-2014م. وحضر حفل الافتتاح معالي د. جمعان رشيد بن رقوش رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
** ويشارك في أعمال الملتقى (95) متخصصاً ومتخصصة من وزارات الإعلام والداخلية ومؤسسات الإنتاج الإعلامي والصحفيين في الصحف الورقية والإلكترونية والقنوات الفضائية الحكومية والخاصة والإذاعات العربية وكليات الإعلام والكليات الأمنية في الدول العربية والمعنيين بالشأن الإعلامي والأمني والباحثين والعاملين في المجال العدلي والاجتماعي والأجهزة الأمنية المعنية بموضوع الندوة والخبراء المختصين في هذا المجال، إضافة إلى الهيئات والمنظمات ذات العلاقة.
** وتهدف الندوة إلى تحقيق جملة من الأهداف، من أهمها: التعرف على الأدوار الوقائية للإعلام الأمني، وأهميتها في المجالات الأمنية، والتعرف على مجالات وسبل استخدام الإعلام الوقائي، والاستفادة من التجارب العربية والدولية في استخدام الإعلام الأمني في المجال الوقائي، وتقديم مقترحات وتوصيات لرسم خطط واستراتيجيات للإعلام الأمني الوقائي.
** وبدأ حفل الافتتاح بآيات من القرآن الكريم، ثم كلمة أ.د. عبد الحفيظ سعيد مقدم عميد مركز الدراسات والبحوث بالجامعة، الذي استعرض في كلمته أهمية الندوة وأهدافها، مؤكداً أن موضوع الندوة أصبح اليوم موضع الاهتمام من المؤسسات الأكاديمية والأمنية لأبعاده الأمنية التي لا يمكن الاستهانة بها.
ثم ألقى معالي د. جمعان رشيد بن رقوش رئيس الجامعة كلمة، رحب فيها بالحضور مؤكداً أن هذه الندوة تأتي في ظل تنامي الاهتمام بالإعلام الأمني في الوقت الحاضر؛ إذ يلعب دوراً وقائياً مهماً في المجتمع نظراً لما يقدمه من معلومات أمنية تساعد مؤسسات المجتمع والجمهور على تجنب الأخطار المحتملة، خاصة أن التجارب قد أثبتت دور الحملات الإعلامية في تخفيض نسبة الجريمة وتعاطي المخدرات والحوادث المرورية، وغيرها من الآفات التي تهدد استقرار المجتمع. مؤكداً أن الدور الوقائي للإعلام الأمني ينبغي ألا يقتصر على الأجهزة الأمنية فقط، وإنما هو واجب كل مؤسسات المجتمع، وأن يتجاوز دوره في الوقاية من الجريمة فقط؛ ليشمل الوقاية من جميع الأخطار الطبيعية والمهنية والأمنية والاقتصادية وغيرها، وأن يسعى كذلك إلى تنمية الحس الأمني لأفراد المجتمع، ونشر ثقافة الوقاية. وأوضح معاليه أن اتساع نطاق الإعلام الأمني، الذي أصبح يشكل تخصصاً قائماً بذاته في المجالات الأكاديمية، دفع الجامعة لاستحداث دبلوم وماجستير للإعلام الأمني بكلية العلوم الاجتماعية والإدارية؛ ليغطي حاجة اجتماعية واضحة في مجال مواجهة الجريمة والانحراف، تتمثل في تأهيل متخصصين في مجال الإعلام الأمني. وكانت الجامعة سباقة بذلك على جميع المؤسسات العلمية والأكاديمية.
وأشار معاليه إلى أن الجامعة ستنظم بمقرها في الرياض مؤتمراً عن (دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب)، خلال الفترة من السادس عشر إلى الثامن عشر من شهر ديسمبر 2014م، استجابة لتوصيات مؤتمر وزراء الإعلام العرب في دورته الخامسة والأربعين التي عقدت مؤخراً في القاهرة.
وأكد د. جمعان بن رقوش أن الندوة تسعى إلى تحقيق أهدافها المنشودة، من خلال إتاحة الفرصة للمعنيين والمختصين ليتبادلوا الخبرات والأفكار والمقترحات التي تسهم في معالجة نقاط الضعف والقصور في مجال الإعلام الأمني، وتعزيز نقاط القوة والتميز فيه، من أجل خدمة قضايا التنمية الشاملة والمستدامة، وتعزيز مفهوم الأمن الشامل، وتوظيف المعرفة العلمية والتقنيات المتجددة في صياغة الاستراتيجيات ووضع السياسات العامة ومعالجة المشكلات التي تواجه المجتمعات العربية. واختتم كلمته برفع الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب رئيس المجلس الأعلى للجامعة وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب على دعمهم لهذا الصرح العلمي العربي الذي خرّج الآلاف من القيادات الأمنية العربية الذين توزعوا على مختلف الأقطار ومختلف الوزارات والأجهزة الأمنية؛ ليكونوا وكلاء للتغيير والتطوير وخدمة أبناء وطنهم وتلبية احتياجاتهم والحفاظ على أمنهم الشامل. كما حققت الجامعة - بتوفيق الله ثم بما تهيأ لها من دعم لا محدود من سموه الكريم - نجاحات مقدرة وإنجازات مشهودة في القضايا مثار الاهتمام العربي والدولي.
عقب ذلك بدأت أعمال الندوة بالجلسة الأولى التي رأسها أ.د. علي بن فايز الجحني وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية، ونوقشت ورقة علمية موضوعها (الإعلام الجديد والأمن)، قدمها أ.د. أحمد الشاعر باسردة من الهيئة العلمية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وورقة عن (الإعلام الجديد ودوره في التوعية الأمنية)، قدمها د. دشن محمد القحطاني من كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وورقة عن الإعلام الإلكتروني، بوصفه إحدى آليات دعم الإعلام الأمني الوقائي، قدمتها د. إيمان عبد الرحيم الشرقاوي من قسم الإعلام بجامعة الإسكندرية.
وفي الجلسة الثانية قدمت د. إيمان عبد الرحمن محمود من وزارة الداخلية السودانية ورقة علمية بعنوان (التخطيط الإذاعي لمحاربة الشائعات كدور وقائي للإعلام الأمني)، أعقبتها ورقة بعنوان (دور العلاقات العامة في المجال الأمني) أعدها د. عبد الرحمن نامي المطيري من كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم اختتمت أعمال الجلسة الثانية واليوم الأول للندوة بجلسة مناقشة.
وستناقش الندوة على مدى ثلاثة أيام العديد من البحوث والأوراق العلمية حول الموضوع، يقدمها خبراء من مختلف الدول العربية والمنظمات الدولية ذات العلاقة، من أبرزها (مدى استجابة برامج الإعلام الأمني في البلاد العربية لمتطلبات الوقاية من ترويج الشائعات كما حددها القرآن الكريم)، و(دور الأجهزة الأمنية في دعم برامج التوعية الأمنية لتعزيز الأمن الوقائي)، و(التعزيز الوقائي للإعلام الأمني)، و(دور الإعلام الأمني في مواجهة قضية العنف الأسري)، و(مكافحة الإرهاب إعلامياً في ضوء دعوة خادم الحرمين الشريفين لمحاربته عالمياً)، و(تقويم استراتيجية الإعلام الأمني العربي في تحقيق برامج الوقاية من الجريمة)، و(تصور مقترح لتفعيل دور الإعلام الأمني في الوقاية من إدمان المخدرات)، و(استراتيجية المتحدث الرسمي في بناء الرسالة الإعلامية الأمنية لمعالجة الأزمات)، و(نحو رؤية استراتيجية لدور الإعلام الأمني العربي في مجال صناعة برامج التوعية الأمنية).
الجدير بالذكر أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية نفذت في مجال الإعلام الأمني من خلال كلياتها ومراكزها المختلفة (21) دورة تدريبية و(16) حلقة علمية عامة وخاصة و(17) دراسة علمية و(54) إصداراً علمياً، ونظمت (21) ندوة علمية و(23) محاضرة و(33) بحثاً ودراسة في المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب (نصف سنوية)، إضافة إلى (185) مقالاً وتحقيقاً في مجلة الأمن والحياة الشهرية، وشاركت في (65) نشاطاً عربياً ودولياً متعلقاً بالإعلام الأمني، إضافة إلى مناقشة أكثر من (85) رسالة دكتوراه وماجستير في مجال الإعلام الأمني.