تواصلت أمس الثلاثاء الاشتباكات المسلحة بين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة في مناطق عدة من محافظة «البيضاء» جنوب شرق اليمن، في وقت يواصل فيه الطرفان توسعهما من خلال السيطرة على المزيد من المناطق في هذه المحافظة، وكذا في محافظة «إب» القريبة منها، بعد ساعات من تفجير انتحاري بسيارة مفخخة، استهدف منزلاً كان يعتقد أن بداخله اجتماعاً لقيادات حوثية في مدينة رداع، أسفر عن مقتل نحو 13 شخصاً على الأقل، وإصابة العشرات. وكانت مصادر أمنية يمنية قد قالت إن عناصر تنظيم القاعدة فجَّرت مساء الاثنين سيارة مفخخة بجوار منزل عبدالله علي إدريس،رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح بمدينة «رداع»، ونتج من الحادث مقتل 13 شخصاً وإصابة 22 آخرين، بعضهم بحالة حرجة. في حين حذرت قيادات فيما يسمى الحراك الجنوبي من أي توسع للحوثيين باتجاه محافظات جنوب اليمن، وأكدت أن أي تحرك للحوثيين للسيطرة على محافظات جنوبية سيواجه برفض شعبي ومقاومة مسلحة في الوقت ذاته. وكانت مصادر محلية قد قالت في وقت سابق إن المسلحين الحوثيين أقاموا أول نقطة تفتيش لهم في جنوب اليمن يوم السبت الماضي في مديرية «قعطبة» بمحافظة الضالع. وفي غضون ذلك بدأ أنصار الحراك الجنوبي في محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن أمس الثلاثاء التوافد إلى ساحة اعتصام في مدينة المكلا عاصمة المحافظة. وكان الحراك الجنوبي في محافظة حضرموت قد دشن أمس الأول الاثنين مخيمات اعتصام مفتوح للمطالبة باستقلال الجنوب، وبدؤوا بنصب خيمتين في الساحة التي تقع في منطقة الديس، والتي أطلقوا عليها ساحة «القرار قرارنا». وقال مدير تحرير صحيفة «30 نوفمبر» في محافظة حضرموت صلاح العماري إن أنصار الحراك بدؤوا بالتجمع في الساحة، وأعلنوا أنهم سيطلقون خطة بالخطوات التصعيدية التي سيقومون بها مساء اليوم. واعتبر العماري أن هذه الخطوة جاءت محاكاة لما قام به الحراك الجنوبي في محافظة عدن؛ إذ تم نصب الخيام في ساحة العروض في الرابع عشر من الشهر الجاري، وأعلنوا اعتصامهم في الساحة للمطالبة باستقلال الجنوب. إلى ذلك، قالت مصادر بجماعة الحوثيون إن 26 إرهابياً من عناصر تنظيم القاعدة قُتلوا في الاشتباكات مع اللجان الشعبية في مناطق مختلفة من «رداع» بمحافظة البيضاء، جنوب شرق اليمن، يوم أمس الأول الاثنين. وأوضحت المصادر أن 16 عنصراً من تنظيم القاعدة قُتلوا في معارك شهتها جبال «أشبير»، فيما لقي عشرة آخرون مصرعهم في اشتباكات مع اللجان الشعبية في جبل «المكيريب» المطل على منطقة «المناسح». وأضافت المصادر الحوثية بأن اللجان الشعبية التابعة لها تحاصر من أسمتهم «الدواعش» في منطقتي المناسح وقيفة في رداع بمحافظة البيضاء. وفي وقت لاحق، هاجم مسلحون من تنظيم القاعدة نقطة تفتيش تابعة للحوثيين على مدخل مدينة «إب» وسط اليمن، واشتبكوا مع العناصر الموجودة في «النقطة»، ونتج من ذلك مقتل اثنين من المسلحين الحوثيين وإصابة ثلاثة آخرين. وفي تلك الأثناء، ذكرت مصادر محلية أن مسلحي تنظيم القاعدة استعادوا يوم الاثنين سيطرتهم على جبل استراتيجي في إحدى مناطق «رداع»، كان قد سقط بيد المسلحين الحوثيين قبل أيام. وتمكن مسلحو القاعدة من استعادة السيطرة على جبل «أسيل» بعدما انضم إليهم مسلحون من رجال القبائل الموالية لحزب الإصلاح.
من جهة أخرى، أكدت مصادر أمنية في محافظة «إب» وسط اليمن أن مسلحي تنظيم القاعدة سيطروا مجدداً على مدينة «العدين» التابعة للمحافظة بعد ستة أيام من انسحابهم منها. وقالت المصادر إن مسلحي «القاعدة» قاموا بإحراق مبنى إدارة الأمن ومكتب هيئة البريد بمدينة «العدين» بعد سيطرتهم على المدينة يوم الاثنين، كما أقاموا نقاط تفتيش عند مداخلها. يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه المشاورات بين المكونات السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة. ووصف مصدر رفيع المشاورات بالصعبة، وكشف عن تفاهمات أولية بشأن حصص المكونات السياسية في الحكومة الجديدة، التي حددت 9 حقائق وزارية لحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، ومثلها لأحزاب المشترك وشركائها و6 حقائق لجماعة الحوثيين ومثلها للحراك الجنوبي، إضافة إلى أربع حقائب سيادية من نصيب الرئيس هادي، وهي وزارات الدفاع والداخلية والمالية والخارجية.