يتابع إعلام نظام ملالي إيران كل ما يجري في الدول العربية، ويضخم الأحداث والوقائع التي تحدث هنا وهناك، ولا عمل له إلا تصوير عمل الإرهابيين وعملاء طهران بأنه نوع من الحراك الشعبي لمواجهة الاضطهاد، وأنهم معارضون سياسيون متجاهلين أن عملاء إيران ينفذون أعمالاً إرهابية كثيراً ما تؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا والقتلى من الأبرياء، وعندما يقدَّمون لمحاكمات في دولهم يصورهم الإعلام الإيراني والمرتبط به بأنهم ضحايا الاضطهاد الذي يتعرض له أنصار ولي الفقيه في تلك البلدان، في حين يتجاهل ذلك الإعلام وحتى الجهات الإعلامية الدولية ما يحصل في إيران من محاكمات وإعدامات، التي تنفذ بسرعة دون إتمام إجراءات ودرجات التقاضي. وقد شهد العام الماضي تنفيذ عشرات الإعدامات بمواطنين من عرب الأحواز والأكراد والبلوش والأذريين. ويتعمد النظام نشر صور الإعدامات والضحايا على منصات الإعدام وهم يتدلون من حبال المشانق الإيرانية. وعادة ما يتم التنفيذ في مدن تلكم الضحايا إمعاناً في إثارة الرعب والخوف بين أوساط مناطق الضحايا. وقد شهدت المدن العربية في الأحواز وإقليم كردستان في شقه الإيراني وبلوشستان العديد من هذه الإعدامات، وتناقل أنصار المناضلين الأحوازيين العرب والأكراد والبلوش والأذريين تلك الأخبار، فيما تجاهلتها وسائل الإعلام الأخرى، بما فيها وسائل الإعلام الغربية التي أصبحت تردد نفس أكاذيب وادعاءات إعلام نظام ملالي إيراني؛ ما يستدعي الاهتمام بنقل ونشر معاناة العرب والأكراد والبلوش والأذريين؛ فهذه القوميات التي تشكل تجمعات توازي - إن لم تفُقْ - الفرس محرومة من أبسط حقوقها الشرعية والثقافية والدينية؛ فلا يحق للعرب التحدث بلغتهم والتعامل بثقافتهم؛ فهم محرومون من التعليم بلغتهم، ولا جامعة لهم، ولا يتحدثون بلغتهم العربية خارج منازلهم حتى في المحاكمات التي تجرى لنشطائهم، أو حتى في القضايا العامة لا يجوز لهم التحدث أمام القضاة بلغتهم العربية؛ ما يحرمهم من حقوقهم لعدم قدرتهم على شرح مطالباتهم، كما لا تسمح المحكمة بوجود مترجمين، وتفرض الحديث بالفارسية التي لا يجيدها الكثير من العرب الأحوازيين، وهو نفس الوضع بالنسبة للأكراد والبلوش، رغم أن أعدادهم تفوق الفارسيين. ومع أن كثيراً من العرب ومعظم الأكراد والبلوش من أهل السنة إلا أنه لا توجد لهم مساجد ولا جوامع لإقامة صلاة الجمعة أو العيد، ففي طهران العاصمة التي يوجد با أكثر من مليون مسلم من أهل السنة لا يوجد جامع لأداء صلاة العيد أو الجُمَع، ويضطر المسلمون إلى الصلاة في جوامع السفارات العربية.
هذا القمع والاضطهاد موجَّهان أساساً لأهل السنة في إيران رغم أن عددهم أكثر من الشيعة، إلا أنهم محرومون من أبسط الحقوق، ويحارَب العرب والأكراد والبلوش بسبب انتماءاتهم العرقية، ومع هذا لا نجد من يدافع عن المظلومين والمضطهدين بشكل سافر وفاضح؛ ما يستدعي المبادرة بإنشاء لجان للدفاع عن هؤلاء المضطهدين، سواء من عرب الأحواز والأكراد والبلوش، وذلك من جميع المهتمين بالدفاع عن حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية؛ إذ لا يمكن السكوت عن كل هذه الجرائم الفادحة التي يرتكبها نظام ملالي طهران دون الكشف عنها.