فرح الوسط الرياضي السعودي بفوز قنوات mbc بحقوق بث المسابقات السعودية «الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد», وصفق كثيراً لتلك القنوات الرائدة التي التفتت أخيراً للرياضة السعودية من خلال شرائها حقوق المسابقات السعودية, وفتحت قنوات جديدة تحت اسم PRO SPORTS, وكان المتابع يتوقع بعد هذا الافتتاح أن يرى ما يسره ويكفيه عن متابعة بقية القنوات الرياضية, ولكن المشاهد الرياضي السعودي الذي يريد الاستمتاع بقنوات رياضية متكاملة لم يجد حتى الآن في PRO SPORTS ما يحقق مبتغاه, ويشبع نهمه, فقنوات PRO SPORTS لم تقدم أي جديد سوى نقل المباريات, وهذا ما جعل المتابع يشعر بخيبة أمل من جراء ما شاهده حتى الآن, فالقنوات الناقلة بشكل حصري للمسابقات السعودية لم تعمل وفق خطة عمل تجذب المشاهد, ولم تجتهد لرفع معدل المشاهدين وجذبهم لها, وأعتقد أنها لو عملت إحصائية خاصة بعدد المشاهدين في غير بث المباريات لخرجت بنتيجة تصعق مسؤولي القنوات!
إن البدايات التي انطلقت منها قنوات PRO SPORTS لا شك أنها كانت ضعيفة جداً, ولا تليق باسم وسمعة مجموعة mbc التي تعد من أفضل المجموعات الإعلامية في المنطقة العربية وربما على مستوى الشرق الأوسط, ولذلك نحن انتقدناها لمعرفتنا بما تملكه من أدوات للنجاح, فقناة بهذا الحجم لها نجاحات سابقة كان ينبغي عليها أن تكون وفق تطلعات المشاهد الرياضي الذي كان يعاني من احباطات سابقة من جراء ما كان يفعله الناقل السابق.
إننا إذ ننتقد قنوات PRO SPORTS على عملها خلال الأشهر السابقة، إلا أنه من الواجب علينا أن نوضح ماذا يحتاج المشاهد الرياضي من الناقل الحصري للمسابقات السعودية, فالمتابع البسيط كان يبحث عن مشاهدة قنوات لا يمل من متابعتها مثلما كانت تفعل قنوات art, لكن قنوات PRO SPORTS لم تقدم حتى الآن إلا المباريات فقط, وهذا يعد من وجهة نظر المتابعين خللا يستحق النقد خاصة على مستوى تقديم المواد والبرامج المتعلقة بالدوري وفرقه, فالقنوات اكتفت بما يقدم من برامج في بقية قنواتها مثل صدى الملاعب و»أكشن يا دوري», وهذا أمر لا يسعد المتابع, ولن تنجح القنوات الرياضية الناقلة في عملية النقل طالما أنها لا تقدم إلا المباريات, فمقياس النجاح لدى المشاهد الرياضي السعودي ليس مختصراً على عملية نقل المباريات, بل أنه يرى العملية تكاملية مابين النقل والبرامج المتنوعة, ولذلك نؤكد أن البرامج الرياضية مهمة في نظر المتابع الرياضي, ولكنها يجب أن تقدم بصورة مختلفة عن بقية البرامج الحالية, وبأساليب مختلفة عما يقدم الآن.
وينتقدها المتابع البسيط في عملية اختيار المحللين, فنحن حتى الآن لم نشاهد على كرسي التحليل إلا خالد الشنيف ومحمد السويلم, وهذا خلل ينبغي معالجته, فالاكتفاء بهذين الاسمين على الرغم من تميزهما لا يليق بالدوري السعودي ولا بالقنوات الناقلة, خاصة ان المحللين الجيدين كثر, وتنوعهم وتنوع ميولهم مطلب رئيسي للمشاهد, أيضاً الاستوديوهات التحليلية لم نشاهدها على أرض الواقع, ففي جل المباريات ينغلق المحللون مابين أربعة جدران ويحللون المباريات من خلف التلفاز, أو يحللون من أرضية الملعب, وهذا الأمر يجب أن تعيد القنوات الناقلة النظر فيه, حيث يجب أن توفر استوديوهات خاصة بها في جميع ملاعب الأندية المشاركة في دوري عبد اللطيف جميل.
وبناء على زيادة المحللين الرياضيين يجب زيادة المذيعين, ويجب انتقائهم بطريقة جيدة, فالمذيعون كثر, ولكن المتميزين منهم قليلون جداً. هذا من جانب السلبيات, أما الجانب الإيجابي الذي تميزت فيه قنوات PRO SPORTS فهو عملية اختيار الأسماء بتنوع أدوارهم, حيث نجحت القنوات في استقطاب اسمين لامعين في مجال التعليق وهما فارس عوض وعامر عبد الله, ونجحت في استقطاب المراسلين حيث تعاقدت مع الاسمين المتمكنين والخبيرين عبد الله العضيبي وعبد الرحمن الدحيم, ونجحت في ضم أفضل محلل رياضي على المستوى السعودي خالد الشنيف وضمت بجانبه الكابتن محمد السويلم.
كل تلك الأسماء التي قامت باستقطابها قنوات PRO SPORTS تعد أسماء مميزة, ولكنها تحتاج للدعم والمساندة, فمثلاُ على مستوى التحليل هنالك أكثر من اسم جدير بالانضمام مثل الدكتور عبد العزيز الخالد وعادل البطي وعبد الرحمن الرومي ويوسف خميس, وفي مجال التقديم هنالك اسم لامع لا أعلم سب غيابه عن القنوات, ألا وهو الدكتور المتميز ماجد الحميدي الذي يملك الخبرة الكافية لإدارة أي برنامج.
بقي أن نؤكد أن البعض يعذر القنوات الناقلة لأن الفترة الماضية كانت قصيرة ولكن الوسط الرياضي بأكمله يستغرب من أن قنوات mbc تمتلك قامة إعلامية في مجموعتها ولديها من الخبرة في نقل المباريات وإدارة الإنتاج والبرامج الشيء الكثير, ولكنها لم تستفد منه حتى الآن, ونعني بذلك الزميل وليد الفراج الذي كان مديراً لقنوات art ونجحت بإدارته تلك القنوات, فلماذا لا يستفاد من خبرته ويعين مديراً لقنوات PRO SPORTS أو مستشاراً لها.